تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
** "قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار على غزة" تراجعت من مدينة سرت الليبية إلى مصراتة إثر رفض حكومة البرلمان الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي** القافلة تأمل دخول مصر من معبر السلوم قبل الوصول إلى معبر رفح البري الحدودي مع غزة احتجاجا على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية
** حكومة البرلمان الليبي: عدد من المشاركين في القافلة لا يحملون جوازات سفر سارية وبعضهم لا يملك أي أوراق ثبوتية
** رئيس التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني الصادق عمار:
- القافلة ستبقى بين الشرق والغرب (في ليبيا) في شكل اعتصام وقوافل أخرى يتم الإعداد لها لتلتحق بها للضغط من أجل الوصول إلى رفح
- دعم الحق الفلسطيني سيتواصل في تونس وتحركاتنا الأسبوعية ستستمر مثل الوقفات والمسيرات وقد نلجأ إلى الوقوف أمام سفارات أمريكا ومصر وفق وضع القافلة
** نائب رئيس جمعية أنصار فلسطين بتونس رضا الدبابي:
- التضامن مع فلسطين غير مرتبط بمصير القافلة المغاربية وسنواصل الأنشطة الأسبوعية رفضا للإبادة في غزة والحصار المضروب عليها منذ سنوات
- رسالة القافلة وصلت وكان لها تأثير كبير خاصة على مستوى رفع الزخم الشعبي المتضامن مع غزة وهناك قوافل أخرى ملتحقة بالقافلة الرئيسية لمساندتها
قال قياديان تونسيان في منظمتين أهليتين إن الأنشطة الداعمة لقطاع غزة ستتواصل في بلادهما، وهي غير مرتبطة بمصير "قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار على غزة" التي تم إيقافها في شرق ليبيا.
وأضافا، في تصريحات للأناضول، أن قوافل مغاربية أخرى ستلتحق بالقافلة في ليبيا؛ للضغط من أجل وصولها إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، رفضا للحصار والإبادة الإسرائيلية.
وطيلة الأسبوع الماضي، تصدرت القافلة الاهتمام في تونس، ثم عبرت إلى ليبيا ووصلت حتى مدينة سرت، على بعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس.
لكنها تراجعت إلى مدينة مصراتة الليبية، إثر رفض الحكومة المكلفة من البرلمان في شرق ليبيا مرورها نحو معبر مساعد الحدودي الليبي.
ومن هذا المعبر كانت القافلة، التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية، تأمل دخول مصر من معبر السلوم، والتوجه نحو معبر رفح البري الحدودي مع غزة؛ احتجاجا على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتشن منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 184 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
** اعتصام في ليبيا
رئيس التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني (ائتلاف جمعيات داعمة لغزة) الصادق عمار تحدث للأناضول عن أحدث تطورات القافلة.
وقال عمار إن "آخر بلاغات تنسيقية العمل المشترك (الهيئة المشرفة على القافلة) تؤكد أن تراجع القافلة عن النقطة التي وصلت إليها على مشارف سرت هو تراجع تكتيكي".
وتابع: "سيعودون إلى الحدود بين الشرق والغرب (في ليبيا) للبقاء هناك في شكل اعتصام، وقوافل أخرى يتم الإعداد لها لتلتحق بالقافلة الرئيسية في ليبيا".
وأوضح عمار أن "هذه القوافل ستكون من تونس وموريتانيا وغيرها، ليكون العدد كبيرا للضغط من أجل الوصول إلى رفح".
ومنذ سنوات تتصارع في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس (غرب)، والأخرى كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي (شرق).
وبخصوص تواصل دعم غزة، قال عمار: "دعم الحق الفلسطيني سيتواصل في تونس، وتحركاتنا الأسبوعية ستستمر، مثل الوقفات والمسيرات، كمسيرة الجمعة في مدينة سوسة لنصرة القافلة ودعم الحق الفلسطيني".
وأضاف: "ونحن بالتنسيق مع "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" (المنظم الرئيسي لقافلة الصمود)، سنعمل على تأطير مَن يرغب في الوصول الى القافلة حيث هي".
وأردف: "أما في تونس فسنواصل تحركاتنا، وقد نلجأ إلى الوقوف أمام سفارات أمريكا ومصر وفق وضع القافلة".
ومساء الأربعاء، أعربت مصر عن ترحيبها بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، وتمسكت في الوقت نفسه بضوابط زيارة المنطقة الحدودية المحاذية لغزة من أجل ضمان أمن الوفود الزائرة.
وأوضحت الخارجية المصرية، في بيان، أن الآلية المتبعة لهذه الزيارات هي "التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية".
عمار مضى قائلا: "كذلك نواصل وقفاتنا الاحتجاجية رفضا للإبادة والحصار المفروض على غزة في بنزرت (شمال) وتونس العاصمة وسوسة (شرق)، وسنواكب التحركات العالمية المتضامنة مع غزة"،
** رسالة القافلة
"سنواصل الأنشطة الأسبوعية رفضا للإبادة في غزة والحصار المضروب عليها منذ سنوات".. هكذا بدأ نائب رئيس جمعية أنصار فلسطين بتونس رضا الدبابي حديثه للأناضول.
وأضاف الدبابي : "تستمر وقفتنا الأسبوعية على مدارج المسرح البلدي بالعاصمة، وشعاراتها دائما مرتبطة بتطورات الأحداث في غزة".
وتابع: "سنواصل الاهتمام بالقضية إلى تحرير غزة وكامل فلسطين، والتضامن مع فلسطين غير مرتبط بمصير قافلة الصمود المغاربية".
و"القافلة كان لها تأثير كبير، خاصة على مستوى رفع الزخم الشعبي المتضامن مع غزة إلى درجات أعلى"، حسب الدبابي.
وزاد: "أمام تواطؤ الأنظمة (لم يسميها) البديل أتى من الشعوب من أجل الهدف الأسمى، وهو كسر الحصار، ورسالة القافلة وصلت، أما العراقيل فكانت منتظرة".
وتابع: "القافلة ستعقبها محاولات أخرى، وهناك إلى قوافل أخرى ملتحقة بالقافلة الرئيسية التي وقع إيقافها لمساندتها".
** عودة إلى مصراتة
ومساء الخميس، أعلن منظمو القافلة المغاربية أن قوات ليبية أوقفت سير القافلة عند مدخل مدينة سرت، بانتظار مواقفة بنغازي على المرور.
لكن القافلة أعلنت، عبر بيان مساء، أنها "وصلت إلى نقطة التجمع الجديدة بالقرب من مصراتة".
وصباح الأحد، أفادت بأنها قررت العودة إلى آخر نقطة آمنة، "للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين (ليبيين وتونسيين وجزائريين) الذين أوقفتهم سلطات شرق ليبيا".
وفي مساء اليوم نفسه، قالت القافلة، في بيان مقتضب: "وصلت دفعة جديدة من المواطنين التونسيين إلى قافلة الصمود، للانضمام لها ودعم إكمال مسيرتها ، والقافلة مستمرة".
وردت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، في بيان لها مساء الجمعة، على اتهامات قيادات القافلة بتعطيلها على مشارف سرت.
وقالت الوزارة إنها "تسمح للأجانب بدخول أراضيها بشرط حصولهم على الإجراءات القانونية الكاملة".
وتابعت: "نؤكد التعامل مع المشاركين في القافلة وفقا للإجراءات القانونية المنظمة لحركة العبور والمتوافقة مع القوانين الليبية والاتفاقيات الثنائية المعمول بها بين الدول".
و"ثبت من الفحص الميداني أن عددا من المشاركين لا يحملون جوازات سفر سارية، وبعضهم لا يملك أي أوراق ثبوتية"، وفق البيان.
وأردفت الوزارة: "فضلا عن عدم وجود أختام دخول إلى الدولة الليبية في وثائق بعضهم، ما يُعد مخالفة صريحة، ويحول دون استكمال الإجراءات القانونية اللازمة للعبور".