استشهاد أربعة فلسطينيين في سلسلة غارات إسرائيلية على غزة (محصلة)

ومقتل إسرائيلي وإصابة 30 آخرين جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة على جنوبي إسرائيل

غزة ـ إسطنبول / الأناضول

استشهد 4 فلسطينيين وأصيب 8 آخرون، فيما قتل إسرائيلي وأصيب 30، ضمن تصعيد عسكري إسرائيلي جديد على قطاع غزة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في بيان له في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، أن "شابا فلسطينيا استشهد متأثرا بجراح أصيب بها إثر قصف إسرائيلي استهدف مساء الاثنين مدينة رفح (جنوب)، ما يرفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت القطاع، الاثنين ـ الثلاثاء إلى 4 شهداء.

كما أعلن القدرة إصابة 8 آخرين، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الإصابات.

في المقابل، قتل إسرائيلي وأصيب 30 جراء إطلاق صواريخ من غزة.

وبذلك يرتفع إجمالي الشهداء إلى 11 والمصابين الفلسطينيين إلى 8 ـ كلهم الاثنين ـ منذ بدء الهجمات الإسرائيلية الاحد الماضي. ومساء الأحد، قتل ضابط إسرائيلي وأصيب آخر بعد تسلل قوة إسرائيلية إلى جنوبي قطاع غزة واشتباك عناصر من الفصائل الفلسطينية معها، ما يرفع حصيلة الخسائر البشرية الإسرائيلية منذ الأحد إلى قتيلين و31 جريحا، بحسب إحصاء للأناصول.

** تدمير 7 مبان

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل دمرت الليلة سبعة مبانٍ، أبرزها مقر فضائية "الأقصى" التابعة لـ "حماس".

وأدى القصف إلى انقطاع بث الفضائية المباشر، قبل أن يعود بعد دقائق، بحسب مراسل الأناضول، دون أن يتضح المكان الجديد للبث.

واستهدفت أحدث الغارات الإسرائيلية التي جاءت بعد هدوء استمر عدة ساعات، بناية سكنية مكونة من 7 طوابق، وموقع "أنصار" الأمني الحكومي غربي مدينة غزة، وعددا من المواقع العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة في وسط وجنوبي القطاع.

وسبق هذه الغارات تدمير الطائرات الإسرائيلية بناية مكونة من 4 طوابق وتمتد على مساحة 1000 متر مربع في حي "الرمال" غربي مدينة غزة، وتعرف محليا باسم "فندق الأمل"، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، وتدمير المبنى كليا وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل المحيطة به، بحسب مراسل الأناضول.

كما دمرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة منازل سكنية بمدن غزة ورفح وخان يونس، وبناية سكنية مكونة من 4 طوابق بمدينة غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات.

من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له اطلعت عليه الأناضول، تعليق الدراسة والدوام في المؤسسات الحكومية بالقطاع باستثناء المستشفيات وعيادات الرعاية الأولية وجهات تقديم الخدمة المباشرة للجمهور، على إثر تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي.

ووفق بيان لنقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياش، فإن وزارة الزراعة أبلغتهم بتعليق عمل الصيادين في بحر غزة اليوم، نظرا للأحداث الأمنية.

** قتيل إسرائيلي و30 إصابة

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فجر الثلاثاء، أن الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة باتجاه جنوبي إسرائيل، قتلت إسرائيليا وأصابت 29 آخرين، جراح أحدهم خطيرة.

وأشارت هيئة البث إلى أن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة، إثر استهداف حافلة قرب حدود غزة مع إسرائيل، ما يرفع حصيلة الإسرائيليين الجرحى إلى 30.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن صاروخا مضادا للدروع أطلق من غزة أصاب حافلة كانت تقل جنودا، ما أسفر عن إصابة جندي بجراح خطيرة.

وبثت فضائية الأقصى مشاهد لعملية استهداف الحافلة، تظهر رصد "المقاومة" في غزة عشرات الجنود الإسرائيليين، قبل أن يتم إطلاق صاروخ على حافلة وإصابتها ما أدى إلى تدميرها واحتراقها.

وفي بيان لها الاثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة بغزة، أنها بدأت بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ، ردا على الهجوم الإسرائيلي، أمس، على جنوبي القطاع.

وتسللت قوة عسكرية إسرائيلية جنوبي غزة، الأحد، وأدى اشتباكها مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى استشهاد سبعة منهم، ومقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر.

وحذر المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام "أبو عبيدة"، من أن "غرفة العمليات المشتركة تدرس جديا توسيع دائرة النار (المناطق الإسرائيلية المستهدفة)".

وحذر أبو عبيدة في تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر، من أن "نحو مليون صهيوني سيكونون في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان على قطاع غزة".

وفي ظل التصعيد الجديد، قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليلة الأحد ـ الاثنين، زيارته إلى فرنسا، وعاد إلى تل أبيب.

ونقل الجيش الإسرائيلي عددا من الآليات المدرعة إلى الشريط الحدودي مع غزة، بحسب ما أفاد به مصور لوكالة الأناضول.

** وساطات دولية

وأطلق التصعيد الإسرائيلي الجديد تحذيرات دولية وإقليمية من حرب جديدة كتلك التي شنتها إسرائيل على غزة عام 2014.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات لقناة "فرانس 24" الفرنسية اليوم، عن أمله انتهاء التوتر، محذرا من "اندلاع حرب جديدة في غزة" ومواجهة "مأساة كبيرة".

ودعت الحكومة الأردنية في بيان، إلى "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية الأبرياء"، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية للأـنباء (بترا).

وشددت عمان على "ضرورة معالجة الأوضاع في غزة ضمن سياق سياسي شامل يضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار".

كما أبلغت مصر مساء الاثنين إسرائيل بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في غزة.

ونقلت "الأهرام" و"أخبار اليوم"، وهما صحيفتان مملوكتان للدولة عن مصادر مطلعة لم تسمياها، أن "الأجهزة المعنية في مصر قامت بتكثيف اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين في قطاع غزة، لا سيما في ضوء قيام الجيش الإسرائيلي بتكثيف غاراته الجوية والقصف المدفعي للقطاع".

وذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا)، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري اتصالات إقليمية ودولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.