دولي, التقارير

احتجاجات كولومبيا.. الشباب يطالب بتغيير حقيقي (تقرير)

بعد مرور ثلاث سنوات على اتفاق حل مشكلة التمرد المزمنة في كولومبيا، ضربت موجة من الاحتجاجات البلاد، ونظمت نقابات وجماعات طلابية إضرابين خلال أقل من أسبوع

05.12.2019 - محدث : 06.12.2019
احتجاجات كولومبيا.. الشباب يطالب بتغيير حقيقي (تقرير)

Colombia

أنقرة/ فاكاس دوغانتيكين/ الأناضول

- أواخر نوفمبر رفع مئات آلاف المتظاهرين أصواتهم ضد الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان ومبادرات اقتصادية لا تحظى بشعبية. 
- يطالب المحتجون بالتصدي لتهريب المخدرات، وأعمال العنف، وتحسين أوضاع العمال، والضمانات التقاعدية
- ويدعون لاحترام اتفاق السلام الموقع عام 2016 مع حركة "فارك" المتمردة
- طالب قانون: يتوجب على الحكومة تخصيص مزيد من الموارد للتعليم
- مطالب بسحب مشروع قانون الإصلاح الضريبي، وإصلاح قوانين العمل

عقب عقود طويلة من القتال من أجل نيل الاستقلال ضد القوى الاستعمارية الغربية، أمّن الكولومبيون حريتهم؛ لكنهم باتوا يكافحون الآن عددا هائلا من التحديات الاجتماعية.

فبعد مرور ثلاث سنوات على اتفاق حل مشكلة التمرد المزمنة في كولومبيا، ضربت موجة من الاحتجاجات البلاد، ونظمت نقابات وجماعات طلابية إضرابين خلال أقل من أسبوع.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفع مئات آلاف المتظاهرين أصواتهم ضد الفساد المستشري، وانتهاكات حقوق الإنسان الشائعة والمبادرات الاقتصادية التي لا تحظى بشعبية من قبل حكومة الرئيس إيفان دوكي.

وشهدت العاصمة بوغوتا ومدن بوكارامانغا، وكالي، وكارتاخينا، ومانيزاليس، وإيباغيه، وميديلين، مسيرات حاشدة وتجمعات جماهيرية، شاركت فيها نقابات عمالية ومنظمات حقوقية.

ويطالب المحتجون بالتصدي لتهريب المخدرات، وأعمال العنف، وتحسين أوضاع العمال، والضمانات التقاعدية، كما يطالب آخرون بتقديم دعم للتعليم الرسمي وحماية السكان الأصليين والمدافعين عن الحقوق، واحترام اتفاق السلام الموقع عام 2016 مع حركة "فارك".

وللاقتراب أكثر من رؤية الشباب تحدثت الأناضول مع عدد من طلاب الجامعات الكولومبية بالعاصمة بوغوتا، بشأن موجة الاحتجاجات، والمستقبل الذي يحلمون به لبلادهم.

** التعليم أولا

دانييل رودريغيز غارزون، طالب القانون في السنة الدراسية الأخيرة بجامعة "نويفا غرناطة "العسكرية في بوغوتا، يقول إنه يتوجب على الحكومة تخصيص مزيد من الموارد للتعليم.

وأضاف أن الحكومة عليها أيضا مكافحة الفساد، لاسيما في قطاعي التعليم والصحة.

وانتقد "غارزون" وقف الحكومة دوام الجامعات، وقال "أوقفت جامعتي الدراسة خلال الاحتجاجات، وهذا غيّر بطبيعة الحال مواعيد امتحاناتي وتخرجي".

من جهته، شارك إديسون بينويلا، طالب هندسة النظم بجامعة مقاطعة بوغوتا، في الاحتجاجات، غير أنه كان محبطًا لما يجري وقلقًا بشأن إنهاء الدراسة في الوقت المحدد.

وقال إنه ليس من الإنصاف أن أدرس في ظل ظروف التعليم الحالية في كولومبيا، والجامعات أوقفت جميع أنشطتها تقريبا.

وأضاف بينويلا أن أحد مطالب الاحتجاجات، الامتثال للقرارات التي تعهدت بها الحكومة مسبقا، بشأن زيادة الميزانية العامة للتعليم، لكن السلطات تجاهلت ذلك، وتفشى الفساد وسُرقت الملايين من ميزانية الجامعات.

ولفت إلى أنه "من الأفضل أن يفوتني أسبوع من الدراسة أو شهر أو فصل دراسي كامل، إذا استجابت الحكومة لمطالب الاحتجاجات".

** حلول حقيقية

الطالب جوليان ديفيد راميريز كاسترو من جامعة "الإنديز" أيضا طالب الحكومة بالإنصات لمطالب الاحتجاجات واقتراح حلول حقيقية تنهي الأزمة.

أما إنجريث يوراني بايز بيرنال، التي تخرجت حديثًا من قسم علم النفس من الجامعة الكاثوليكية في كولومبيا، فقالت إن أعمال والديها تأثرت بشدة بالاحتجاجات والفوضى، لكنها مع ذلك تدعم الحراك الشعبي.

وأضافت: "نطالب الحكومة بسحب مشروع قانون الإصلاح الضريبي، وإصلاح قوانين العمل والمعاشات التقاعدية".

وبعد أن انضمت حديثا إلى مجموعة العاطلين عن العمل، قالت بيرنال إنها "ستكون كاذبة" إذا قالت إنها ستبقى في كولومبيا مع الفرص الشحيحة في القطاع الخاص أو المجال الأكاديمي.

** مكافحة الفساد

طالبة الاقتصاد في الجامعة الوطنية بكولومبيا، أورورا ماريا ألاغونا رودريغز، أعربت أيضا عن رغبتها في مغادرة البلاد نظرا لتفشي الفساد.

وقالت: "عندما أرى حال بلادي، أشعر بعدم الرغبة في أن أكون هنا، الحكومة مليئة بالفساد، ولا تغير ملموس في السياسات رغم تغير الحكام".

وأردفت أن "الحكومة تستثمر في الحرب أكثر من التعليم".

لكنها أشارت أنها بعد رؤية الإضراب، وكيف انضم الناس، باتت تشعر بأن واجبها "البقاء ودعم كولومبيا لأنها تستحق ذلك".

وأضافت أن البلاد تحتاج إلى حكام أقل فسادًا، وانتهاء جرائم القتل بحق قادة المجتمع الذين يرغبون في مساعدة الشعب.

ورغم تراجع زخم الاحتجاجات في إطار الإضرابات العامة التي أعلنت بين 21 ـ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، واصل الطلاب الذين يشكلون أبرز شريحة متظاهرة، النزول إلى الشوارع في عديد من مدن البلاد.

وتأتي التحركات بكولومبيا في مناخ متوتر في أمريكا اللاتينية، الغارقة بأزمات عدة من الإكوادور إلى بوليفيا مرورا بتشيلي وفنزويلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.