عائلات الأسرى الإسرائيليين: من يريد الإفراج عن أبنائنا لا يحتل غزة

العائلات قالت إن نتنياهو "يضع العراقيل" أمام إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس

القدس/ سعيد عموري/ الأناضول

قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، السبت، إنّ "من يريد الإفراج عن المحتجزين لا يحتل غزة".

وأكدت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "يضع العراقيل" أمام إبرام صفقة تبادل.

جاء ذلك على لسان عدد منهم خلال مؤتمر صحفي عقدته عائلات الأسرى أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

ويأتي المؤتمر الصحفي، وسط تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.

ويُظهر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء ردا رسميا منه على مقترح أمريكي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخرا، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقا.

وقالت قريبة أحد الأسرى في غزة إنّ "نتنياهو يواصل الحرب بذريعة مواجهة حماس، رغم أنّه يستطيع توقيع اتفاق يعيد عشرات الأسرى، بينهم أحياء وجثامين"، لكنه "يضع العراقيل" أمام ذلك.

وأكدت أنّ "من يسعى إلى استعادة المحتجزين لا يجر الجيش نحو اجتياح القطاع ولا يفرض حرباً لا نهاية لها".

وأضافت: "لدينا أياما معدودة فقط لوقف توسيع الحرب".

فيما قال قريب أسير آخر، إنّ استمرار الحرب يعني مزيداً من فقدان الأرواح، محذراً من أنّ "أي عملية عسكرية للسيطرة على غزة ستقضي على فرص الصفقة".

ووجّه نداءً إلى المجتمع الإسرائيلي للخروج إلى الشوارع بكثافة والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يفضي إلى عودة الأسرى "أحياء من داخل الأنفاق".

وفي وقت سابق السبت، كشف نتائج استطلاع أجراه معهد لازار للأبحاث، لصالح صحيفة "معاريف" أن 72 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وأعرب 62 بالمئة من المشاركين عن انعدام ثقتهم بحكومة نتنياهو.

قريبة أسير ثالثة، شددت خلال المؤتمر الصحفي على أنّ "إنهاء الحرب وتوقيع صفقة هو الطريق الوحيد لعودة أبنائهم"، معتبرة أنّ الحكومة الحالية تدفع الجنود إلى موت بلا جدوى" وتفرض على الشعب "حرباً أبدية لا لزوم لها".

وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيرا، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.

وبحسب القناة 12 العبرية الخاصة، فإن المقترح المطروح يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 60 يوما يتم خلالها تنفيذ التبادل على مرحلتين: الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا إسرائيليًا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب بحث ترتيبات تهدئة دائمة منذ اليوم الأول.

ورغم ذلك، تمضي تل أبيب بخطة عسكرية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تبدأ بمدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، قبل تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء، ثم التوجه إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلفت 62 ألفا و622 قتيلا، و157 ألفا و673 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 281 شخصا، بينهم 114 طفلا.