إسطنبول / الأناضول
رفضت دول ومنظمات عربية، الأربعاء والخميس، التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، بينما طالبت مصر بإيضاحات لذلك.
وشملت الدول والمنظمات التي أعربت عن رفضها لتصريحات نتنياهو: السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن وفلسطين واليمن والعراق وتونس والجامعة العربية وحركة "حماس".
ومساء الثلاثاء، أعلن نتنياهو في مقابلة متلفزة ارتباطه الشديد بـ"رؤية إسرائيل الكبرى" القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين.
** السعودية
وتعقيبا على ذلك، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن "المملكة تدين بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى (رؤية إسرائيل الكبرى)، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
وجددت المملكة تأكيدها الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه، استنادًا إلى القوانين الدولية ذات الصلة.
كما حذرت المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة التي تقوض أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليميا وعالميا.
** قطر
وفي الدوحة، قالت قطر في بيان لوزارة خارجيتها، إنها "تعرب عن إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما يسمى (رؤية إسرائيل الكبرى)".
وأضافت أن الدوحة تعد هذه التصريحات "امتدادا لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة، وتأجيج الأزمات والصراعات والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية".
وأكدت أن "الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية العبثية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية".
وطالبت قطر، المجتمع الدولي بـ"التضامن لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرض المنطقة للمزيد من العنف والفوضى".
** الإمارات
وفي أبو ظبي، أدانت الإمارات بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن نتنياهو، واعتبرتها "استفزازية وتمثل تعديا سافرا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأكدت عبر بيان لوزارة خارجيتها، الخميس، "رفضها القاطع لأي تهديد لسيادة الدول العربية الشقيقة".
وطالبت بضرورة "توقف متطرفي الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق التصريحات أو القيام بأعمال تحريضية".
الإمارات دعت أيضا "لوقف كل الخطط الاستيطانية والتوسعية (الإسرائيلية) التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتقوّض فرص السلام والتعايش في المنطقة وبين شعوبها".
** الكويت
كذلك، أعربت الكويت في بيان لوزارة خارجيتها، عن "إدانتها بأشد العبارات للتصريحات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع اجزاء من أقاليم دول عربية".
وأكدت "رفضها الدعوات التوسعية التحريضية والمخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول العربية".
وأضاف: "في الوقت الذي تستنكر فيه دولة الكويت مثل هذه التصريحات التي تفضح نوايا الكيان المحتل وتعكس خططه في الانتقاص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فإنها تطالب العالم أجمع بضرورة الضغط وبكافة الوسائل للوقوف أمام هذه التصريحات والتحذير من عواقبها الوخيمة التي تتعدى على سيادة الدول وحقوقها وارادة شعوبها وذلك حفاظا على أمن واستقرار المنطقة".
** سلطنة عمان
وفي مسقط، أعربت سلطنة عمان في بيان لوزارة خارجيتها، عن "رفضها القاطع لمخططات نتنياهو التوسعية غير الشرعية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وتتعدى على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة لها".
وأكدت أن "هذه الطروحات التوسعية تشكل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة، وتؤجج مشاعر العداء والتوتر، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التهدئة والتعاون بين دول المنطقة واحترام مبادئ السيادة الوطنية وحسن الجوار".
كما أكدت السلطنة "موقفها الثابت في دعم سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، ورفضها الحاسم لأي مخططات تهدف إلى تقويض الكيانات الوطنية أو تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة".
ودعت المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم ضد هذه السياسات العدوانية، والعمل على حماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
** مصر
وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إنها "تؤكد حرصها على إرساء السلام في الشرق الأوسط، وتدين ما أثير ببعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى".
وأوضحت أنها "طالبت بإيضاحات لهذا، في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لخسارة السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد"، دون أن توضح من أي جهة طلبت إيضاحات.
وشدد البيان على أن هذا الأمر "يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة".
وأكد أنه "لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة للمفاوضات وإنهاء الحرب على غزة وصولا لإقامة دولة فلسطينية".
** الأردن
وفي عمان، اعتبر الأردن في بيان لوزارة خارجيته، تصريحات نتنياهو "تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدا "رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية".
وشدد على أن "هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني".
ودعا إلى "ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين".
** تونس
أيضا، أدانت تونس في بيان لوزارة خارجيتها، "بشدة" تصريحات نتنياهو "حول ما أسماه رؤية إسرائيل الكبرى" وما تشكله من تمادٍ في سياساته الاستفزازية للدول العربية واستباحة سيادتها.
وقالت إن "التصريحات لا تعكس سوى العقلية الاستعمارية الاستيطانية العنصرية لكيان مارق ومتورّط في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الصامد".
** اليمن
كما أعرب اليمن في بيان لوزارة خارجيته، عن "إدانته واستنكاره الشديدين للتصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، التي تبجّح فيها بما أسماه رؤية إسرائيل الكبرى".
واعتبر ذلك "انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتحديا واضحا لإرادة المجتمع الدولي".
وحذر من أن "استمرار هذه السياسات الإسرائيلية من شأنه دفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار".
** العراق
وفي بغداد، أعرب العراق في بيان لوزارة خارجيته، عن "إدانته بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن كيان الاحتلال بشأن ما يُسمى رؤية إسرائيل الكبرى والتي تكشف بوضوح عن الأطماع التوسعية لهذا الكيان وسعيه إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "هذه التصريحات تمثل استفزازا صارخا لسيادة الدول، وانتهاكا فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يستدعي موقفا عربيا ودوليا واضحا وحازما للتصدي لمثل هذه السياسات".
ولفت إلى أن "هذه التصريحات السافرة تأتي متزامنة مع استمرار سلطات الاحتلال في انتهاج سياسات العدوان وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
ودعا إلى "التحرك الفاعل لوضع حد لتجاوزات الاحتلال ووقف سياسة الإفلات من العقاب".
** فلسطين
وفي رام الله، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية تصريحات نتنياهو "مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتمس بسيادة الدول وأمن واستقرار المنطقة".
وأضافت أن تلك التصريحات "مرفوضة ومدانة، وتشكل استفزازا وتصعيدا خطيرا يؤثر على أمن واستقرار المنطقة، جراء هذه السياسة الاستعمارية التوسعية التي تحكم دولة الاحتلال، ورفضها احترام سيادة الدول والاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات بين هذه الدول".
** الجامعة العربية
وعلى مستوى المنظمات، قالت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان، إنها "تدين بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة، توطئة لإقامة ما سماه (إسرائيل الكبرى)".
واعتبرت الجامعة تلك التصريحات "بمثابة استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديدا خطيرا للأمن القومي العربي الجماعي، وتحديا سافرا للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية".
وأكدت أن هذه التصريحات "تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعماري".
ودعت الجامعة العربية "المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن الدولي، إلى الاضطلاع بمسؤوليته والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة التي تزعزع الاستقرار وتزيد من مستوى الكراهية والرفض الاقليمي لدولة الاحتلال".
** حركة "حماس"
كما دعت حركة "حماس" الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح من تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"، يشمل "قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التطبيع، والتوحد خلف خيار مواجهة الاحتلال".
ونددت "حماس" في بيان، بتلك التصريحات التي تتضمن "السيطرة على أراض مصرية وأردنية وسورية وغيرها من الأراضي العربية".
كما طالبت المجتمع الدولي بإدانة تصريحات نتنياهو "والتحرك للجم حكومته ووقف حربه الوحشية ضد المدنيين بغزة، والتصدي لطموحاته في توسيع عدوانه استجابة لنبوءات وأوهام فاشية، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي".
** تصريحات مرفوضة
ومساء الثلاثاء، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي".
وتشمل "إسرائيل الكبرى" بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى الأردن ولبنان وأجزاء من سوريا ومصر والعراق والسعودية والكويت، حيث يروج معهد "التوراة والأرض" عبر موقعه أن حدود "إسرائيل التاريخية"، وفق مزاعمه، تمتد من نهر الفرات إلى نهر النيل.
ووفق "تايمز أوف إسرائيل" استخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وتأتي تصريحات نتنياهو بينما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و776 قتيلا و154 ألفا و906 مصابين فلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.