دولي, الدول العربية, إسرائيل, سوريا

مبعوث واشنطن: سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف لإطلاق النار

المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك لم يوضح ما إذا كان الاتفاق يشمل وقف اعتداءات إسرائيل على عموم سوريا، أم وقف إطلاق النار بالسويداء، أم كليهما

Mohammed Hamood Ali Al Ragawi  | 19.07.2025 - محدث : 19.07.2025
مبعوث واشنطن: سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف لإطلاق النار

Istanbul

إسطنبول / الأناضول

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، السبت، إن دمشق وتل أبيب اتفقتا على وقف لإطلاق النار، تبنته تركيا والأردن ودول الجوار.

يأتي ذلك عقب غارات جوية مكثفة شنتها إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع الجاري على محافظات سورية بينها العاصمة دمشق، وتصاعد الاشتباكات بين عشائر عربية وجماعات درزية بمحافظة السويداء جنوبي البلاد.

وأفاد باراك عبر منصة إكس بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع وافقا -بدعم أمريكي- على وقف إطلاق النار".

ولم يوضح باراك في إعلانه ما إذا كان يقصد بذلك وقف اعتداءات إسرائيل التي تصاعدت مؤخرات على سوريا، أم اتفاق لوقف إطلاق النار بالسويداء، أم كليهما.

لكنه دعا بناءً على الاتفاق "الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء أسلحتهم والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة وبناء السلام والازدهار مع جيرانهم".

وأضاف أن "الاتفاق بين إسرائيل وسوريا تبنته تركيا والأردن وجيرانهما"، دون صدور تأكيدات بالخصوص من الدول أو الشخصيات المذكورة.

وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل الأوضاع في السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت قصر مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

فيما أعلنت الرئاسة السورية، صباح السبت، "وقفا شاملا وفوريا" لإطلاق النار بجميع المناطق، بعد أسبوع من اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، تطورت إلى عمليات انتقامية.

وقالت في بيان على تلغرام: "في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصا على حقن دماء السوريين والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، واستجابة المسؤولية الوطنية والإنسانية، تعلن رئاسة الجمهورية العربية السورية وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار".

ودعا البيان "جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية فورا في جميع المناطق وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".

وأهابت الرئاسة "بالجميع فسح المجال أمام الدولة السورية ومؤسساتها وقواتها لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء".

وعقب الإعلان عن وقف النار الأخير، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، العشائر العربية وطائفة الدروز في السويداء إلى الوقوف "صفا واحدا" والالتزام بإعلان وقف النار، في ما اعتبره "ظرفا حساسا".

وأكد وجوب "التصدي بحزم لكل من يسعى لإذكاء نار الطائفية"، مضيفا: "قوة الدولة تكمن في تماسك شعبها، ونؤكد ضرورة تحقيق العدالة للجميع".

كما أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه بوقف النار في السويداء، مؤكدا استعداده التصدي لطائفة الدروز حال عدم التزامها بالاتفاق.

إلى ذلك، نشرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا ما قالت إنها "بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء"، والذي تضمن اختلافات مع إجراءات أعلنت السلطات تطبيقها على الأرض تنفيذا للاتفاق.

فقد ادعت أن بنود الاتفاق تشمل "نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، بهدف ضبط الاشتباك ومنع تسلل أي مجموعات إلى داخل المحافظة".

ويتعارض ذلك مع إعلان متحدث الداخلية السورية نور الدين البابا اليوم، بدء نشر قوات الأمن الداخلي داخل السويداء وليس خارجها، "في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وادعت الرئاسة الروحية للدروز كذلك أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص كذلك على "منع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية بالسويداء لمدة 48 ساعة من وقت سريان الاتفاق، وذلك لإتاحة الفرصة لانتشار القوى الأمنية من الطرف الآخر، تجنبا لأي هجمات مباغتة"، وفق البيان.

وفي بند لم تتحدث عنه الرئاسة السورية التي ترفض أي تهجير لأي من الطوائف بالسويداء، قال بيان رئاسة الدروز إن "من تبقى داخل السويداء من أبناء العشائر البدوية يُسمح لهم بالخروج الآمن والمضمون" مع مرافقة الفصائل العاملة على الأرض لهم دون أي اعتراض أو إساءة من أي طرف.

ومساء الجمعة، دعت الرئاسة السورية جميع الأطراف المسلحة في السويداء إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، متعهدة بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع.

ومنذ الأحد الماضي، تدور اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية، تطورت إلى عمليات انتقامية، فيما عرقلت غارات جوية شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز" جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة.

وتصاعدت الاشتباكات بين العشائر العربية والجماعات الدرزية في السويداء عقب انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي، بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية بالمحافظة.

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 321 شخصا في اشتباكات السويداء.

وفي إطار مساعيها للحل، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها صباح اليوم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.