الإمارات تدعو للحكمة وتحذر من أي تهور يتعدى حدود إسرائيل وإيران

وزير الخارجية عبد الله بن زايد شدد على أن المنطقة التي تعتبر قلب العالم وأرهقتها الصراعات المتواصلة "تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة"

إسطنبول / الأناضول

حذر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، مساء الثلاثاء، من مخاطر أي خطوات متهورة تتعدى حدود إسرائيل وإيران، داعيا إلى الحكمة وتحرك منسق عاجل إقليميا ودوليا لتجنب مخاطر توسيع الصراع واحتواء انعكاساته على سلم وأمن المنطقة والعالم.

ومنذ فجر الجمعة الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.

وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.

ووسط هذه المخاطر، قال وزير الخارجية الإماراتي إن بلاده "التي أدانت منذ الساعات الأولى الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران، ترى بعد مُضي 5 أيام على هذه المواجهة العسكرية الخطيرة ضرورة إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه المواجهة ومنع انزلاقها إلى منحنيات غير مرغوب بها وغير محمودة".

ووفق بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، حذر ابن زايد من "مخاطر القيام بخطوات غير محسوبة العواقب ومتهورة قد تتعدّى حدود البلدين".

وشدد الوزير الإماراتي على "ضرورة التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة".

وقال: "التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة يحتّم التحرك العاجل والمنسّق على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب مخاطر توسيع رقعة الصراع واحتواء انعكاساته على السِّلم والأمن في المنطقة، وعلى المشهد الدولي بشكل عام".

ولفت إلى أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد "قام باتصالات دبلوماسية مكثفة تركزت على سُبل تعزيز الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتجنب اتساعه، من منطلق الحرص على تغليب الدبلوماسية والحوار كخيار وحيد بعيدا عن لغة المواجهة والتصعيد، وضمن أسس شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة لشعوب المنطقة".

وأشار إلى أن الإمارات "تشدد في هذه المرحلة الحساسة والخطرة على أن المنطقة، التي تعتبر قلب العالم والتي أرهقتها الصراعات المتواصلة والتي لا تتحمّل المزيد من التوترات والمواجهات، تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة".

وأكد ابن زايد أن "الإمارات تؤمن بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة".

وأضاف أن بلاده "تحث الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تحمل مسؤولياتهما الكاملة في منع المزيد من التصعيد، واتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين".

والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

وجاء هذا الهجوم بينما كانت واشنطن وطهران منخرطتين في جولات تفاوضية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.