إسرائيل مهتمة باتفاق السعودية وباكستان دون تعليق رسمي

** موقع "إسرائيل ديفنس" العبري: - تأتي الاتفاقية وسط مخاوف متزايدة في الخليج بشأن مصداقية الولايات المتحدة والهجمات المباشرة على قطر

القدس/ الأناضول

** موقع "إسرائيل ديفنس" العبري:
- تأتي الاتفاقية وسط مخاوف متزايدة في الخليج بشأن مصداقية الولايات المتحدة والهجمات المباشرة على قطر
- تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تُشكك فيه دول الخليج في قدرة الولايات المتحدة على توفير ضامن أمني مستقر في المنطقة
** الدكتور يوئيل غوزانسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب:
- ستؤثر الاتفاقية على طريقة تقييم دول الخليج لقدرتها على مواصلة التحوّط من المخاطر بدلًا من الاعتماد حصريًا على الولايات المتحدة
- من المرجح أن تؤثر هذه الديناميكية ليس فقط على توازن القوى في الشرق الأوسط بل أيضًا على طريقة تقييم دول الخليج لقدرتها على مواصلة التحوّط من المخاطر بدلًا من الاعتماد حصريًا على الولايات المتحدة

أبرزت وسائل الإعلام العبرية، الخميس، اهتماما بتوقيع السعودية وباكستان اتفاق دفاع استراتيجي مشترك، لكن دون تعليق من الحكومة الإسرائيلية.

وعادة تعلق الحكومة الإسرائيلية أو الوزراء فيها على التطورات في المنطقة، إلا أنهم التزموا الصمت منذ توقيع الاتفاق مساء الأربعاء.

وجاءت الاتفاقية بين السعودية وباكستان بعد نحو أسبوع من هجوم إسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، استهدف اجتماعا لقادة بحركة حماس، خلال مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفاد بيان مشترك للبلدين نقلته وكالة الأنباء السعودية، بأن الاتفاقية "تأتي في إطار سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء".

وذكر البيان، أن الاتفاقية تنص على أن "أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما"، دون تفاصيل أكثر.

وقال موقع "إسرائيل ديفنس" العبري، إن الاتفاقية "تأتي وسط مخاوف متزايدة في الخليج بشأن مصداقية الولايات المتحدة والهجمات المباشرة على قطر".

وأضاف: "تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تُشكك فيه دول الخليج في قدرة الولايات المتحدة على توفير ضامن أمني مستقر في المنطقة".

وتابع: "وقد أدى الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر الجاري، والذي قيل إنه كان يهدف إلى تصفية قادة حماس خلال محادثات وقف إطلاق النار، إلى تفاقم التوتر".

وأشار الموقع العبري، إلى أن "قطر نفسها تعرضت لهجمات مرتين هذا العام؛ مرة من إيران ومرة ​​من إسرائيل، ما زاد من الشعور بعدم الاستقرار الأمني ​​في المنطقة".

وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني بدء عملية عسكرية تحت اسم "بشائر الفتح"، استهدفت بصواريخ قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، ردا على استهداف الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان.

فيما قالت قطر حينها، إن صاروخا إيرانيا واحدا من أصل 18 أطلقوا على دفعتين، سقط في قاعدة "العديد" الأمريكية، بينما تم إسقاط الصواريخ الأخرى في البحر.

أما الدكتور يوئيل غوزانسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، فكتب: "لطالما اتسمت العلاقة بين السعودية وباكستان بغموض استراتيجي، حيث أُخفيت جوانب كثيرة عن الأنظار".

وأضاف غوزانسكي، في تعليق نشره المعهد على صفحته الالكترونية وعلى منصات التواصل التابعة له: "التمويل السعودي السخي، والائتمان النفطي، والدعم الاقتصادي، كانت جوانب مرتبطة بعلاقات أمنية سرية، مع تلميحات مستمرة عن مظلة نووية باكستانية للسعودية".

واستطرد أن "توقيع اتفاقية أمنية هذا الأسبوع غيّر الصورة إلى حد ما، ولأول مرة، لم تعد السعودية وباكستان تكتفيان ببوادر التعاون المتبادل والتصريحات العامة عن الأخوة الإسلامية، بل تنصان صراحةً على أن أي اعتداء على أحدهما يُعتبر اعتداءً على كليهما".

واعتبر غوزانسكي، أن "هذه خطوة تهدف إلى تحويل العلاقة من الظل إلى النور، ومن التكتم إلى التصريح، ومع ذلك، عندما يُكشف المستور، لا يختفي الغموض".

وقال: "يطرح التحالف الجديد (بين السعودية وباكستان) تساؤلات جديدة، منها كيفية تنفيذ الالتزام المتبادل في أوقات الأزمات، وما هو نطاق التنسيق العملياتي، وهل هناك التزام نووي باكستاني تجاه المملكة، رغم النفي؟".

وأوضح غوزانسكي: "في الواقع، إن الإعلان عن التحالف لا يزيد إلا من التكهنات حول هذا البعد، ويبدو أن فكرة (ما زال الكثير مخفيًا) لا تزال قائمة".

وأضاف: "يجب أن نتذكر أن التحالف بين الدولتين ليس جديدًا على الإطلاق، لا تزال الروابط الاقتصادية والاجتماعية، مثل ائتمان النفط، والمساعدات المالية، وملايين العمال الباكستانيين في السعودية، والحج، تُشكل أساس هذا الرابط الاستراتيجي".

وتابع غوزانسكي: "تُضيف الاتفاقية الأمنية إلى هذه الروابط القائمة، لكنها تتشابك أيضًا مع تدابير مدنية موازية، وهكذا، فإن هذه علاقة شاملة، لا تقتصر على الردع العسكري وحده".

واعتبر أنه "على الصعيد الإقليمي، تُشير السعودية إلى أنه رغم تراجع التوتر مع إيران في السنوات الأخيرة، وعودة العلاقات إلى مسارها الصحيح، على الأقل علنًا من خلال الانفراج، إلا أنها لا تزال تُحافظ على تحالف مع دولة إسلامية نووية يُوفر لها عمقًا استراتيجيًا".

وقال غوزانسكي: "لذا، ما بدا يومًا تحالفًا سريًا أصبح تحالفًا معلنًا، ولكنه ليس أقل تعقيدًا".

ولفت إلى أن "السعودية وباكستان أعلنتا صراحةً ما كان معروفًا ضمنيًا، لكنهما تركتا أسئلةً مفتوحةً عمدًا. وبذلك، ترسّخان نموذجًا استراتيجيًا جديدًا؛ علاقة قائمة على شفافية جزئية فقط، ومزيجا من التصريح والتستر".

واختتم غوزانسكي بالقول: "من المرجح أن تؤثر هذه الديناميكية ليس فقط على توازن القوى في الشرق الأوسط، بل أيضًا على طريقة تقييم دول الخليج لقدرتها على مواصلة التحوّط من المخاطر بدلًا من الاعتماد حصريًا على الولايات المتحدة".

وفي 9 سبتمبر الجاري، شن الجيش الإسرائيلي، هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان، وشكلت لجنة قانونية لاتخاذ إجراءات في هذا الصدد.

وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.

وإسرائيل ملاحقة أمام الجنائية الدولية على إثر جرائم حرب وإبادة ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.