أيسر العيس / الأناضول

نددت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، بتصريحات رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، التي زعم فيها وجود "حق تاريخي لإسرائيل بالسيادة" على الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أنها تخالف القانون الدولي.

جاء ذلك في بيان لمتحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، قال فيه إن "تلك التصريحات تخالف جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، خاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذي وافقت عليه جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعتبر الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة غير شرعي".

وأمس الاثنين، أجرى رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون زيارة هي الأولى من نوعها إلى مستوطنة آرئيل الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت القناة السابعة العبرية بأن جونسون زار المستوطنة وادعى خلال الزيارة أن "يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية) ملك للشعب اليهودي".

وأضاف أبو ردينة أن "ما قاله رئيس مجلس النواب الأمريكي غير صحيح ويخالف تماماً ما تم التوقيع عليه في اتفاق أوسلو في واشنطن، بأن العملية السياسية تقوم على أساس الشرعية الدولية وفي مقدمتها تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

واعتبر تصريحات جونسون "تحدّيًا واستفزازا لدول العالم التي اجتمعت في نيويورك للحفاظ على حل الدولتين المستند للقانون الدولي والشرعية الدولية، بما في ذلك الإدارات الأمريكية المتعاقبة".

ودعا البيان الختامي لمؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك في 28 و29 يوليو/تموز الماضي، وقاطعته واشنطن وتل أبيب، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو "دولة مراقب غير عضو".

وصدر عنه إعلان تضمن اتفاقا بين الدول المشاركة على اتخاذ خطوات ملموسة محددة زمنيا لتحقيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

ويعد جونسون ثالث أهم شخصية في الحكومة الأمريكية وفقًا للدستور (بعد الرئيس ونائبه)، وأرفع مسؤول يزور الضفة الغربية المحتلة بصفته الرسمية، وفق القناة السابعة العبرية.

وخلال الزيارة، شارك جونسون في فعالية غرس بعض الأشجار بالمستوطنة، إلى جانب 15 عضوا آخر من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وفق القناة.

وفي كلمة له خلال الزيارة، قال جونسون: "كل ركن من أركان هذا البلد هو مهم بالنسبة لنا، وكوننا هنا في مهد إيماننا، فهذا الأمر بالغ الأهمية"، وفق تعبيراته.

والأحد، وصل جونسون إلى تل أبيب برفقة عدد من النواب الجمهوريين.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه ولكن دون جدوى.

وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 211 آلف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

وبموازاة الإبادة في قطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.