الدول العربية, التقارير, مصر

عودة حمزاوي وغنيم إلى مصر.. هل من مزيد؟

- تتزامن عودة الناشطين المصريين من الخارج مع بدء حوار وطني هو الأول بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ وصوله للسلطة..

19.09.2022 - محدث : 19.09.2022
عودة حمزاوي وغنيم إلى مصر.. هل من مزيد؟

Istanbul

إبراهيم الخازن/ الأناضول

- تتزامن عودة الناشطين المصريين من الخارج مع بدء حوار وطني هو الأول بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ وصوله للسلطة..
- تشير بدايات فتح ملف عودة المعارضين برجوع المخرج خالد يوسف من فرنسا في مارس/آذار 2021.
- طرح حزب مقرب من السلطات يقوده السياسي والحقوقي محمد أنور السادات مبادرة بعنوان "عودة آمنة" لعودة النشطاء من الخارج قال إنها "تلقى قبولا من السلطات"
- يتوقّع الأكاديمي المصري المتخصص في العلوم السياسية خيري عمر استمرار عودة المزيد من الناشطين المعارضين إلى البلاد بما فيهم إسلاميين..

بعد 9 سنوات قضاها خارج البلاد، وصل الناشط المصري وائل غنيم إلى القاهرة في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، منهيا فترة غياب توزّعت بين المعارضة اللاذعة والاعتذارات المتتالية، ليلحق بالأكاديمي الليبرالي عمرو حمزاوي الذي عاد قبل شهرين.

ويرى الخبير السياسي المصري خيري عمر أن عودة شخصيات مصرية معارضصة بارزة في الفترة الأخيرة يعبّر عن وجود قناعة لدى السلطات بأهمية مراجعة الملفات السياسية وإنهائها.

وأوضح عمر للأناضول أن هناك تعاملا جيدا في هذا الصدد، ما يجعل التوقعات تذهب لاستقبال مزيد من العائدين مستقبلا.

وتتزامن عودة ناشطين معارضين من الخارج مع بدء حوار وطني هو الأول بعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ وصوله للسلطة صيف 2014، بعد سنوات من الحكم ركّزت وفق مراقبين على إجراء "إصلاحات" اقتصادية ومواجهة "الإرهاب" في سيناء (شمال شرق).

وأنعشت عودة غنيم بعد شهرين من وصول حمزاوي دون توقيف أو توجيه أي تهم لهما، الآمال بتكرار الإفراج عن محبوسين ضمن عمل لجنة العفو الرئاسي ومجلس أمناء الحوار الوطني.

ومنذ بدء الحوار الوطني، أطلق سراح 243 سجين "رأي" على الأقل بجهود من لجنة العفو الرئاسي، أبرزهم يحيى حسين ومحمد محيي الدين ومجدي قرقر (محسوب على الإسلاميين) والصحفي عبد الناصر سلامة، والسفير السابق يحيى نجم، والناشط العمالي، هيثم محمدين.

** ملف العودة

تشير بدايات فتح ملف عودة المعارضين للبلاد بعودة المخرج خالد يوسف من فرنسا في مارس/آذار 2021، حيث بدأ قبلها الإعلامي المصري المقرب من السلطة عمرو أديب في برنامجه المتلفز بالترحيب بإمكانية عودة خالد يوسف، قائلا إنه "أحد وجوه المعارضة غير الداعمة للعنف"، وتلا ذلك تأكيد مصادر قضائية عدم وجود ملاحقات قانونية ضده.

وبعد نحو 6 أشهر من رجوع يوسف، عاد إلى البلاد المعارض الليبرالي ياسر الهواري الذي كان ينتقد السلطة المصرية من منابر إعلامية خارجية، مؤكدا عبر حسابه في تويتر أنه "لم يتعرض لأي مضايقات" خلال عودته.

وتجدد الملف مرة أخرى بتصريح لافت من نقيب الصحفيين بمصر ورئيس هيئة الاستعلامات التابعة للرئاسة ضياء رشوان، مع بداية انطلاق الحوار الوطني يشير لعودة بارزين للوطن منهم الأكاديمي الليبرالي البارز عمرو حمزاوي.

وبالفعل عاد حمزاوي بعد سنوات لمصر في يوليو/ تموز الماضي، مؤكدا في تصريحات متلفزة بالشهر ذاته إلى أنه سعيد بالعودة لبلاده لبدء "توظيف الحوار الوطني في هندسة حالة من الانفتاح السياسي المطلوب لمصر".

وتحت وتيرة متسارعة وغير معهودة من الإفراجات لنشطاء، نقلت صحيفتا "اليوم السابع" و"القاهرة 24" المقربتان من السلطات في 10 سبتمبر/أيلول الجاري نبأ عودة الناشط وائل غنيم الذي كان لسنوات شديد الخصومة مع السلطة.

وعلّق عضو لجنة العفو الرئاسي المحامي اليساري طارق العوضي، عبر توتير قائلا: "حمدالله على السلامة يا وائل .. وانتظروا مزيد من العائدين قريبا .. وطن يتسع للجميع".

وقال الحقوقي المصري البارز نجاد البرعي، عبر صفحته بفيسبوك: "عودة وائل غنيم إلى مصر بعد عودة حمزاوي مؤشر جيد على أن ملف المصريين في المنفى سيجد طريقه إلى الحل".

كما رحّب الناشط الليبرالي أحمد ماهر والإسلامي المعارض من الخارج أسامة رشدي بعودة غنيم في تغريدتين بحسابيهما على تويتر.
وفي 17 سبتمبر/أيلول الجاري، طرح حزب الإصلاح والتنمية المقرب من السلطات والذي يقوده السياسي والحقوقي محمد أنور السادات مبادرة بعنوان "عودة آمنة" لعودة النشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين من الخارج قال إنها "تلقى قبولا من السلطات".

وقال إن المبادرة التي تتلقى عبر بريد إلكتروني طلبات العودة في مدة أسبوعين من "أجل فتح قنوات اتصال وفرصة جيدة لتوسيع دائرة العودة لمن سافر وغادر، ويخشى العودة".

واشترط "عدم صدور أحكام قضائية أو ثبوت تورطه في قضايا عنف وتحريض ، ولم يثبت انتمائه إلى جماعات أو منظمات إرهابية محظورة بموجب القوانين ذات الصلة"

** "نتاج" الحوار الوطني

وتوقّع الأكاديمي المصري المتخصص في العلوم السياسية خيري عمر استمرار عودة المزيد من الناشطين المعارضين إلى البلاد.

وقال عمر للأناضول: " في تجارب المعارضة مع النظم السياسية في الداخل أو الخارج، تظهر بعد فترة من الزمن مراجعة للملفات السياسية على مراحل مختلفة وفي النهاية تصل تلك النظم لأهمية نقاش ملف المعارضة والتخفيف من حدته".

وأضاف: "كثير من الدول تسلك طريق العفو أو إطلاق سراح المعارضين أو فتح هامش ضيق أو واسع للتعبير عن الرأي".

وتابع عمر: "بالنظر للمعارضين العائدين من الخارج نجدهم وقفوا في معارضتهم عند الخصومة السياسية وليس عدم الاعتراف بالرئيس كالإسلاميين مثلا".

وأردف: "إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهذا يشكل فرصة للانفتاح على الآخرين وفتح الطريق لتسوية ملفاتهم وقضاياهم".

وحول توجهات العائدين ومدى تسريعها لوتيرة العودة، أجاب عمر: "بخصوص التصنيف السياسي لكون العائدين غير إسلاميين، فهذا يرجع لسبيين الأول هو أن التيار الليبرالي ليس له خصومة ممتدة مع الدولة فصارت العودة ممكنة وتفكيك الخلافات أمرا محتملا".

وزاد: "الأمر الثاني أن الاسلاميين لم يتجهوا لبناء خطاب متشابك مع فكرة الحوار الوطني، بل انتقدوها جذريا، وكانوا من الأفضل أن يخضعوا هذه المسألة للنقاش أو تجنب وضع شروط تبدو في ظاهرها مستحيلة".

وأوضح عمر: "هذان السببان يفسران سبب تسوية ملفات هذه النوعية من العائدين دون غيرهما"، مستدركا: "لكن ربما يشمل الإسلاميين ذلك على المستوى الفردي خاصة أن تنظيماتهم تشكو جمودا وتضع شروطا حادة تجاوزها الزمن".

وقال إن "مبادرة السادات المعروف بدوائره المقربة من السلطات والتي قال إنها تلقى قبولا من السلطات، تسير في هذا الاتجاه الانفتاحي من الدولة تجاه حلحلة ملف المصريين النشطاء بالخارج".
وأكد أن "هذه المبادرة وتوقيت طرحها تعزز التوقعات بأن الملف مستمر، ويقوى ويعزز خطوات الثقة لدى المتواجدين بالخارج للعودة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.