الدول العربية

عشية مؤتمر "المنامة".. عاصفة غضب رسمية وشعبية بفلسطين (محصلة)

شخصيات وكيانات شعبية ورسمية فلسطينية، أعربت، في بيانات منفصلة اطّلعت عليها الأناضول، عن استيائها من انعقاد المؤتمر، والمشاركة العربية فيه

24.06.2019 - محدث : 25.06.2019
عشية مؤتمر "المنامة".. عاصفة غضب رسمية وشعبية بفلسطين (محصلة)

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة، مصطفى حبوش/ الأناضول

-شخصيات وكيانات شعبية ورسمية فلسطينية، أعربت، في بيانات منفصلة اطّلعت عليها الأناضول، عن استيائها من انعقاد المؤتمر، والمشاركة العربية فيه
-تلك الشخصيات والكيانات اعتبرت عقد المؤتمر بمثابة "الخيانة" للشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته
-شهدت مدن فلسطينية سلسلة فعاليات ومسيرات حاشدة نُظمت احتجاجا على المؤتمر
-الكيانات والشخصيات دعت الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده للمشاركة، الثلاثاء، في الفعاليات الرافضة للمؤتمر
-يشهد قطاع غزة، الثلاثاء، إضرابا عاما، دعت إليه القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.


أثار إصرار الإدارة الأمريكية ودولة البحرين، على عقد المؤتمر الاقتصادي في العاصمة المنامة، الثلاثاء، غضب الفلسطينيين، معتبرين ذلك تجاهلا للحق الفلسطيني، وتساوقا مع محاولات تصفية قضيتهم.

شخصيات وكيانات شعبية ورسمية فلسطينية، أعربت، في بيانات منفصلة اطّلعت عليها الأناضول، عن استيائها من انعقاد المؤتمر، والمشاركة العربية فيه.

واعتبرت بعضها عقد المؤتمر بمثابة "الخيانة" للشعب الفلسطيني، وحقوقه وثوابته.

ودعت تلك الشخصيات، الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، للمشاركة، الثلاثاء، في الفعاليات الرافضة للمؤتمر، وللتعبير عن الغضب إزاء صفقة تصفية القضية.

كما شهدت مدن فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة، الإثنين، سلسلة فعاليات ومسيرات حاشدة نُظمت احتجاجا على المؤتمر الاقتصادي.
وينعقد مؤتمر المنامة في العاصمة البحرينية الثلاثاء والأربعاء المُقبليْن، تحت عنوان "ورشة الازدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

** رفض رسمي

محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، وصف مؤتمر المنامة الاقتصادي، بـ "الهزيل"، مضيفا أن مخرجاته ستكون "عقيمة".

وقال اشتية في كلمة لوسائل الاعلام، قبيل بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي، إن "التمثيل فيه (مؤتمر المنامة) لم يكن كما يجب، وأهم ما فيه أن فلسطين غائبة عنه، بل رفضنا أن نشارك فيه".

وأضاف: "المؤتمر بغيابنا يسقط الشرعية عنه، والقضية الفلسطينية حلها سياسي متمثل بإنهاء الاحتلال وسيطرتنا على مواردنا، وسيكون بإمكاننا بناء اقتصادنا المستقل عندما ينتهي هذا الاحتلال".
وتابع: "من يريد الازدهار للشعب الفلسطيني فليدعو إسرائيل لوقف سرقة الأرض ومصادر أموالنا ومقدراتنا، وليفرض عليها إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وفك الحصار عن قطاع غزة".

من جانبه، دعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى "توافق عربي يفشل مؤتمر المنامة".

جاء ذلك في بيان عقب اجتماع عقدته اللجنة السياسية للمجلس، برئاسة سليم الزعنون (رئيس المجلس)، في مقر المجلس بالعاصمة الأردنية، عمّان.

ووفق بيان، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، فقد أكدت اللجنة، رفضها "المطلق للورشة الأميركية في المنامة"، داعيةً العرب إلى مقاطعتها.

كما رفضت اللجنة "كافة مخرجاتها الهادفة لاستبدال الحل السياسي بالحل الاقتصادي، وتسويق ما تسمى بصفقة القرن، وتمرير التطبيع مع دولة الاحتلال، وإنهاء حقنا في تقرير المصير، وعودة اللاجئين، وقيام دولته المستقلة ناجزة السيادة".

**غضب فصائلي

حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية (يسار)، اعتبرت، أن ما نشر "من تفاصيل حول الخطة الاقتصادية التي ستقدم لمؤتمر المنامة، كوسيلة لتحسين الحياة للفلسطينيين، بمثابة الخدعة الكبرى، للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية".

وقال الأمين العام للمبادرة، مصطفى البرغوثي، في تصريح صحفي:" الجميع يعلم أنه ما من بديل اقتصادي أو غير اقتصادي لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال".

وبيّن أن المشاريع المقترحة لقطاع غزة، ضمن الخطة الاقتصادية، موجهة لـ"فصل القطاع بالكامل عن فلسطين وربطها بسيناء المصرية؛ ما يستدعي يقظة فلسطينية ومصرية".

واستنكر البرغوثي مصدر أموال الخطة الاقتصادية، قائلاً: "إن كانت الدول العربية تنوي دعم فلسطين، لماذا تحتاج أن تجعل دعمها مشروطًا بتنازل الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية بما في ذلك حقهم بالقدس والدولة، وحق اللاجئين في العودة، ولماذا توجه مساعداتها عبر الولايات المتحدة وإسرائيل؟".

من جانبها، أكدت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (يسار)، أن "خيار الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها بما فيها المقاومة المسلحة، هو السبيل الوحيد والقادر على إفشال المشاريع التي تستهدف القضية الوطنية الفلسطينية كافة في مقدمتها ورشة المنامة".

فيما اعتبر الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، في بيان له، مؤتمر المنامة "امتداد لمؤتمرات وقمم اقتصادية عُقدت منذ اتفاق أوسلو لتحويل قضية شعبنا الفلسطيني لقضية مالية واقتصادية".

وشدد القانوع على أن "السلام الاقتصادي سيفشل في ظل استمرار الاحتلال لفلسطين وحصار غزة وتهويد القدس".

**رفض شعبي

وصباح الاثنين، نظّمت مؤسسة رواسي فلسطين (غير حكومية)، بمدينة غزة، وقفة احتجاجية رفضا لمؤتمر "المنامة"، شارك فيها عدد من الكتّاب والمثقفين الفلسطينيين.

ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات كُتب على بعضها "مؤسسات ثقافية ومجتمعية ضد مؤتمر البحرين"، و"الكيان الصهيوني سرطان في قلب الأمة يجب استئصاله".

وقال رئيس مؤسسة "رواسي"، فايز الحسني، في كلمة له خلال الوقفة:" نجتمع اليوم ضد مؤتمر البحرين، ضد هذه المؤامرة على القضية، الهادفة لإنهائها ضمن ما يسمى بصفقة القرن، والتي صيغت بأياد إسرائيلية وأمريكية".

وأضاف:" نرفض رفضا قاطعا تنفيذ أول فصول صفقة القرن، الثلاثاء، في البحرين، على أرض عربية وبأياد عربية".

وخلال مشاركته في الوقفة، قال وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، أنور البرعاوي: "اليوم كل القوى تتحد لتعلن رفضها لكل المؤامرات ضد القضية، وفعاليات التطبيع في العالم العربي".

وجدد تأكيد وزارته على رفضها لـ"كافة أشكال التطبيع".

من جانبه، قال رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، يسري الغول، في كلمة على هامش مشاركته بالوقفة: "مؤتمر المنامة خيانة تمارس ضد الشعب الفلسطيني، في هذا المؤتمر سيدفع العرب المال من أجل استمرار وجود إسرائيل، والقضاء على القضية الفلسطينية".

وفي السياق، أكدت الأطر الصحفية والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية بغزة، الاثنين، عن رفضها المطلق لكافة مشاريع تصفية وتشويه القضية.

وقالت في بيان مشترك، إن "ورشة البحرين مشبوهة، باعتبارها الشق الاقتصادي لصفقة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، التصفوية".

واعتبرت الأطر، في بيانها، مؤتمر البحرين "شكل آخر من أشكال التطبيع الإعلامي مع إسرائيل؛ والذي يكشف الوجه القبيح للمؤتمر".

وطالبت "وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بالوقوف عند مسؤولياتها، من خلال تسليط الضوء على الأهداف الخبيثة لمؤتمر المنامة، وإبراز آثارها التدميرية على مستقبل القضية الفلسطينية، والتحذير منها".

كما شارك المئات من الفلسطينيين في وقفة نظمتها لجنة القوى الوطنية والإسلامية (تضم جميع الفصائل الفلسطينية)، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربي غزة، رفضا لورشة المنامة.

ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بمؤتمر المنامة و"صفقة القرن".

وفي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، خرج المئات من الفلسطينيين في مسيرة للتأكيد على رفض ورشة المنامة ومخرجاتها.

وشهدت مدينة رام الله أيضا مسيرات ووقفات شارك فيها المئات من الفلسطينيين احتجاجا على مؤتمر المنامة.

وهتف محتجون، في الوقفة التي دعت لها فصائل فلسطينية، بشعارات داعمة للموقف الفلسطيني الرسمي، الرافض لصفقة القرن، ومؤتمر المنامة.

على ذات الصعيد، أعلنت غرفة تجارة وصناعة قطاع غزة، الإثنين، عن رفضها لمؤتمر المنامة، معتبرة أنه يهدف إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني ومقايضة حقوقه بالمال.

وقال وليد الحصري، رئيس الغرفة خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، إن "قضيتنا الوطنية تواجه اليوم مخاطر كبرى وتحديات متعاظمة تستهدف تصفيتها وإنهاء وجودنا، ومؤتمر المنامة فصل جديد من هذه المخاطر".

في السياق نفسه، دعت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة (تمثل الأسرى داخل السجون الإسرائيلية)، لتوحيد الصف والخطاب الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن ومؤتمر المنامة.

وطالبت الحركة، في بيان لها، الجماهير العربية والإسلامية بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتعبير عن رفض ورشة المنامة وصفقة القرن.

بدورها، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة (فصائلية) الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالمشاركة الواسعة في كافة الفعاليات والأنشطة التي تنظم رفضا لورشة المنامة وصفقة القرن.

وأدانت الهيئة، في بيان لها، موقف الدول العربية التي قررت المشاركة بالمؤتمر.

ودعت الحكومات العربية إلى احترام القرار الفلسطيني الموحد برفض المؤتمر الذي يشكل خطرا على الحقوق والثوابت الفلسطينية.

** فعاليات الثلاثاء

يشهد قطاع غزة، الثلاثاء، إضرابا عاما، دعت إليه القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
كما ستنظّم القوى "مؤتمرا وطنيا" بمدينة غزة، رفضا للمؤتمر وصفقة القرن.
كما قررت نقابة الصيادين الفلسطينيين، تعليق الصيد في بحر قطاع غزة، الثلاثاء، "من الساعة 6 صباحا (3.00 تغ) وحتّى 6 مساء (15.00 تغ) بتوقيت فلسطين"، رفضا لمؤتمر المنامة.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.