دولي, إسرائيل

عاصفة في إسرائيل إزاء موقف رئيس الوزراء من "حل الدولتين"

انتقادات حادة من شركائه بالحكومة ومنافسيه في المعارضة على حد سواء عشية الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري بداية نوفمبر القادم

22.09.2022 - محدث : 22.09.2022
عاصفة في إسرائيل إزاء موقف رئيس الوزراء من "حل الدولتين"

Quds

القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد نفسه في عين عاصفة هجوم شركائه بالحكومة، ومنافسيه في المعارضة على حد سواء، بعد تسريب مكتبه عزمه دعم فكرة "حل الدولتين"، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت لاحق الخميس.

ومن المرجّح أن يجد موقف لابيد هذا ترحيبا من قبل المجتمع الدولي، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن من غير الواضح كيف سيؤثر ذلك على فرصه في الانتخابات العامة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان مسؤول في مكتب لابيد، قد أبلغ وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما فيها هيئة البث (رسمية)، عزمه الإعلان في خطابه، الخميس، دعم فكرة حل الدولتين.

ولم يوضح المسؤول الإسرائيلي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، الصيغة التي سيستخدمها لابيد في كلمته.

إلا أنه قال إن لابيد سيوضح أن "الانفصال عن الفلسطينيين، يجب أن يكون جزءًا من الرؤية السياسية الإسرائيلية".

ولن يكون لابيد هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول الذي يدعم فكرة حل الدولتين، إذ سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو أن أعلن عن الموقف ذاته، فيما تفاوض رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تطبيقه.

ولكن ثمّة هوّة بين الموقف الفلسطيني الذي يرى بحل الدولتين، تطبيقا لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967 (الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة) وبين الموقف الإسرائيلي الذي يرفض العودة إلى حدود 1967 ويرفض عاصمة فلسطينية بالقدس الشرقية.

وفيما عدا حزب "ميرتس" اليساري، فإن الأحزاب اليهودية الإسرائيلية، المؤيدة والمعارضة للحكومة، انتقدت لابيد.

وقالت زهافا غلؤون، زعيمة حزب "ميرتس"، في تغريدة على تويتر: "أهنئ رئيس الوزراء لابيد؛ الملايين من الإسرائيليين والفلسطينيين ينتظرون أفقاً سياسياً يضع حداً لدوامة إراقة الدماء".

وأضافت: "إنني أدعو رئيس الوزراء، أن يخطو خطوة إلى الأمام، ويلتقي (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن في جمعية الأمم المتحدة".

ولا توجد مخططات معلنة للقاء لابيد مع الرئيس الفلسطيني عباس، رغم تواجدهما منذ يومين في نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويُلقي الرئيس الفلسطيني خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، دون أن يكون من الواضح إذا ما كان سيعقب على كلمة لابيد.

ووجد لابيد نفسه في مواجهة انتقادات حادة، من شركائه في الحكومة، ومنافسيه بالمعارضة.

وقال وزير المالية وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان في تغريدة على تويتر: "كل الكلام عن إقامة دولة فلسطينية هو بمثابة رضوخ للإرهاب".

وأضاف: "تصريحات من هذا النوع من جانب القيادة الإسرائيلية تساعد أبو مازن (محمود عباس) والآليات الأمنية الفلسطينية على التملص من واجبهم في محاربة الإرهاب"، على حد تعبيره.

أما رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت فقال في تغريدة على تويتر: "لا مكان أو منطق لإعادة طرح فكرة الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "العام 2022 وليس 1993، حتى الأصدقاء الحقيقيون لدولة إسرائيل لا يتوقعون منا أن نُعرّض أمننا ومستقبلنا للخطر، ولا يوجد سبب للتطوع من أجل ذلك"، في إشارة إلى اتفاق أوسلو الذي توصل إليه الفلسطينيون والإسرائيليون عام 1993.

وكتب وزير العدل وزعيم حزب "أمل جديد" اليميني جدعون ساعر في تغريدة على تويتر: "إن إقامة دولة إرهابية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سيعرض أمن إسرائيل للخطر؛ غالبية الشعب في إسرائيل وممثليهم لن يسمحوا بحدوث ذلك".

وقالت وزيرة الداخلية أياليت شاكيد في تغريدة على تويتر: "ليس لدى رئيس وزراء الحكومة الانتقالية لابيد، شرعية عامة لتوريط إسرائيل بتصريحات من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد، يمثل لابيد نفسه فقط في هذا البيان وليس الحكومة".

وأضافت شاكيد: "الدولة الفلسطينية تُشكّل خطرا على دولة إسرائيل".

كما تعرّض لابيد لانتقادات من قبل المعارضة.

وكتب حزب "الليكود" اليميني، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على تويتر: "بعد أن شكّل لابيد أول حكومة إسرائيلية فلسطينية، يريد الآن إقامة دولة فلسطينية على حدود (مدينتَي) كفار سابا ونتانيا، وتسليم الأراضي لأعدائنا".

وأضاف: "لسنوات، تمكّن نتنياهو من إخراج القضية الفلسطينية من الأجندة العالمية، وأعاد لابيد (الرئيس الفلسطيني) أبو مازن إلى الواجهة في أقل من عام".

أما عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير فكتب في تغريدة على تويتر: "هناك انتفاضة جديدة على الأرض بالفعل، ولابيد يتنافس مع (وزير الدفاع بيني) غانتس، الذي سيحضر لنا (اتفاق للسلام مع الفلسطينيين) أوسلو 2؛ يجب أن نفوز من أجل اليمين".

وبدوره، قال شريكه وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني بتسلئيل سموتريتش: "بعد سنوات نجح فيها اليمين في إزالة حماقة الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال، وجعل أبو مازن شخصية غير ذات صلة في العالم، يقود غانتس ولابيد عملية خطيرة تعيد هذه الفكرة المنحرفة إلى الطاولة".

وأضاف: "أعاد غانتس أبو مازن إلى وسط المسرح العام طوال العام الماضي، وكنّا نبهنا إلى العمليات التي يروّج لها غانتس ولابيد، والتي تُعيد إسرائيل إلى مسار أوسلو المدمر".

وتابع سموتريتش: "لا سمح الله، هذا ما سيحدث اذا لم يفز المعسكر الوطني (حزب الليكود والقوى اليمينية المتحالفة معه) في الانتخابات، ولم يُشكل الحكومة المقبلة؛ سيؤسس لابيد وغانتس حكومة أقلية مع القائمة المشتركة (حزب عربي) ويسعون لإقامة حالة من الرعب في قلب أرض إسرائيل وطرد المستوطنين".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.