الدول العربية, التقارير

رئيس الائتلاف السوري يحذر من تداعيات اعتراف ترامب حول الجولان (مقابلة)

25.03.2019 - محدث : 25.03.2019
رئيس الائتلاف السوري يحذر من تداعيات اعتراف ترامب حول الجولان (مقابلة)

Istanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

عبد الرحمن مصطفى في مقابلة مع الأناضول:
- المسار الأمريكي تجاه الجولان يمثل خرقا للقرارات الدولية
- الجولان أرض سورية.. وموقف واشنطن منها لن يساهم في جلب الأمن والسلام للمنطقة وستستمر الفوضى
- الصورة لم تتبلور لدى الأمريكيين بخصوص شرق الفرات.. ولا نريد تواجدا لإيران وروسيا والنظام والإرهابيين بالمنطقة الشرقية
- استمرار خروقات النظام وحلفائه لاتفاق إدلب أمر خطير جدا سيؤثر على دول المنطقة.. وندعو أصدقائنا إلى حماية المدنيين
- النظام وحلفاؤه والميليشيات الإيرانية يريدون إسقاط اتفاق إدلب بحجة الإرهاب 
- معالجة الإرهاب لا تكون بتعريض حياة 4 ملايين مدني للخطر.. يجب تحييد الإرهابيين ومواصلة تقديم الخدمات
- من الضروري الضغط على النظام وحلفائه لتشكيل لجنة دستورية متوازنة تكون مدخلا للعملية السياسية
- المبعوث الأمم بيدرسون يقوم بجولات مكوكية وسيلتقي هيئة التفاوض في الرياض لكن لم يتبور شىء حتى الآن بشأن جولة جديدة
- نندد بلقاء بيدرسون محافظ حمص دون زيارة المُهجرين، وسنبلغه بذلك في الرياض وسنسلم الأمم المتحدة رسالة بخصوص ضرورة حياده

حذر رئيس الائتلاف السوري المعارض، عبد الرحمن مصطفى، من تداعيات اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية المحتمل بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل، مشددا على أنها "أرض سورية محتلة".

والأحد، كتب القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على "تويتر"، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيلعن الإثنين، اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان.

وقال مصطفى، في مقابلة مع الأناضول: "نؤكد دائما على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأن الجولان جزء من سوريا، وأنه أرض محتلة من قبل إسرائيل، وهناك قرارات دولية واضحة بهذا الشأن".

وتحتل إسرائيل الجولان منذ حرب عام 1967، وهو وضع لا يعترف به المجتمع الدولي، ويرفض كل ما يترتب عليه.

وقال ترامب، عبر "تويتر" الخميس الماضي، إنه "حان الوقت بعد 52 عاما، أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".

وشدد مصطفى على أن "التصريحات الأمريكية هي خرق لتلك القرارات (الدولية)، والشعب السوري يريد الحفاظ على الأرض السورية، وسنحافظ على سيادة سوريا على كافة أراضيها".

وحذر من أن الموقف الأمريكي "لن يساهم في جلب الأمن والسلام والاستقرار للمنطقة، وستستمر الفوضى.. التراجع عن هذا المسار ضروري جدا، فهو خرق للقوانين الدولية".

وسبق وأن أثار ترامب غضبا عربيا وانتقادات غربية بإعلانه، عام 2017، القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، التي تحتلها أيضا منذ 1967، في وضع لا يعترف بها كذلك المجتمع الدولي.

** شرق الفرات

وخلال المقابلة، تحدث مصطفى عن نتائج جولة أوروبية التقى خلالها مسؤولين من دول غربية، بينها الولايات المتحدة وألمانيا، وتطرق إلى مقتل وجرح العشرات في خروقات بمنطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب (شمال).

وقال إن "لقاءاتنا باتت شبه دورية مع أمريكا، التقينا معهم أربع مرات خلال شهرين، وما نراه هو أن الصورة غير متبلورة لديهم فيما يخص شرق الفرات".

وتابع: "نؤكد دائما على أن يكون هناك تنسيق بين حلفائنا الأتراك والأمريكيين، بحيث لا يكون في المنطقة الآمنة أي مجال لتواجد إيران وروسيا والنظام، وأن لا تبقى فيها منظمات إرهابية، وأن يتولى الائتلاف دوره ومسؤولياته من خلال مكونات المنطقة الشرقية من العرب والكرد والتركمان والآشوريين".

واستطرد: الجانب الأمريكي أفاد بأنهم تواصلوا مع الجانب التركي فيما يخص شرق الفرات".

وشدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، السبت، على ضرورة إنهاء وجود الإرهابيين في شرق الفرات؛ لما يشكلونه من خطر على تركيا وحدودها.

وأوضح أكار، خلال جولة على الشريط الحدودي، أن تركيا تتطلع إلى إقامة منطقة آمنة بعمق ما بين ثلاثين وأربعين كم في المنطقة، ووضعها تحت سيطرة الجيش التركي، لضمان الأمن والاستقرار.

** خروقات إدلب

توصلت تركيا وروسيا، في سبتمبر/ أيلول 2018، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب؛ لتجنب اجتياح نظام بشار الأسد وحلفائه للمحافظة، البالغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة.

وقال مصطفى: "فيما يخص إدلب، في كل لقاءاتنا مع الوفود الغربية، أكد الجميع على ضرورة خفض التصعيد، وعدم اجتياح المنطقة".

وتابع أن "استمرار خروقات النظام وحلفائه لاتفاق إدلب هو أمر خطير جدا، وستتأثر منه دول المنطقة والدول الأخرى، فالحفاظ عليه مهم جدا".

وأوضح أن الأطراف التي ترتكب الخروقات ترغب بإسقاط الاتفاق، "وهم النظام وحلفاؤه والميليشيات الإيرانية، فهم يريدون خلط الأوراق، بحجة وجود الإرهاب".

وشدد على أن "معالجة الإرهاب لا تكون بتعريض حياة أربعة ملايين مدني للخطر".

وأردف: "يجب تحييد العناصر الإرهابية، وضمان استمرار الخدمات في المنطقة.. القضاء على التطرف لا يمكن أن ينجح بالعمل العسكري وحده، بل يجب تقديم خدمات لتجفيف بيئة الإرهاب، وإحداث الاستقرار لتحييد الإرهابيين".

** حماية المدنيين

بشأن مخاوف المعارضة السورية من انهيار اتفاق إدلب، قال مصطفى: "نأخذ التهديدات بشكل جدي، ونطلب من أصدقائنا حماية المدنيين في المنطقة".

وعن البدائل أمام المعارضة، أجاب: "لدينا فصائل الجيش الوطني الحر، الذي حارب الإرهاب منذ البداية، وتمكن من التصدي لمحاولات الاقتحام السابقة".

وزاد: "نأمل أن لا نصل إلى هذه المرحلة، خاصة في ظل وجود نقاط المراقبة التركية ودورها في الحفاظ على نقاط التهدئة".

وأضاف: "طلبنا من المجتمع الدولي اتخاذ التدابير لضمان استمرار اتفاق سوتشي بشأن إدلب، وتجنب نتائج ستنجم عن فشله من ناحية أزمة اللاجئين، التي تتجاوز سوريا وتصل أوروبا، وحتى أمريكا".

** لقاءات مثمرة

بخصوص محصلة الجولة الأوروبية التي أجراها مع وفد مرافق له، قال مصطفى: "كانت لدينا جولة أوروبية مجدولة ومؤتمر بروكسل (الدولي حول سوريا في 14 مارس/ آذار الجاري)، وعلى هامشه أجرينا لقاءات، على رأسها لقاء مع الوفد الأمريكي، برئاسة المبعوث جيمس جيفري، ومساعد وزير الخارجية، جويل ريبورن.. كانت اللقاءات مثمرة".

وتابع: "أوضحنا موقف الائتلاف من مؤتمر بروكسل والعملية السياسية، ومهام المبعوث الأممي، جير بيدرسون، كما تم التطرق إلى خروقات النظام لاتفاق إدلب، وتطورات الوضع شرق الفرات، وخارطة الطريق حول منبج (شمال/ الخاضعة لاحتلال تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي)".

وحول التأثير المحتمل لتلك اللقاءات على العملية السياسية في جنيف، بقيادة الأمم المتحدة، أجاب: "أكدنا أن المعارضة دعمت العملية السياسية منذ بدء مسار جنيف، ونأمل أن يكون الحل سياسيا، بموجب القرارات الأممية".

وشدد على أن "النظام يرتكب مجازر كلما واجه الاستحقاق، وخاصة أثناء انعقاد جولات التفاوض والمؤتمرات الأخرى".

وزاد بأنه شدد خلال اللقاءات على "ضرورة الضغط على النظام وحلفائه لتشكيل لجنة دستورية متوازنة تكون مدخلا للعملية السياسية".

وأوضح أنه "لا جديد فيما يتعلق باللجنة، فلم يستطع داعمو النظام وضامنوه التأثير عليه فيما يخص الثلث الثالث الخاص بالأمم المتحدة (في تشكيلة اللجنة المعنية بصياغة دستور جديد)".

وتابع أن هذا الثلث "يجب أن يكون موافقا لمعايير الأمم المتحدة.. أن يكون متوازنا وشاملا وحياديا، وهو ما نطالب به.. الائتلاف وقوى الثورة تتعامل بإيجابية فيما يخص تشكيل اللجنة الدستورية".

** جولة جديدة

ردا على سؤال عن إمكانية عقد جولة تفاوض جديدة، قال إن "بيدرسون يقوم بجولات مكوكية، والتقى في بروكسل عددا من الدول الفاعلة، وستكون له زيارة للرياض للقاء هيئة التفاوض، لكن حتى الآن لا يوجد ما هو متبلور على أرض الواقع".

وتابع: "نددنا بزيارة بيدرسون لمحافظة حمص وسط سوريا (في 20 مارس/ آذار الجاري)، ضمن زيارته لدمشق، لأنه يتجاوز صلاحياته".

وأوضح أن "حمص وصل إليها الدمار والقتل والتهجير القسري من قبل النظام، ولقاء بيدرسون مع محافظ النظام غير مقبول أخلاقيا".

ورأى أنه "على العكس كان يجب عليه زيارة مهجري حمص، الذين قام النظام بتهجيرهم والمتواجدين في دول الجوار، ومخيمات الشمال ولبنان وتركيا، وسنبلغه بذلك في الرياض، وسنسلم رسالة رسمية للأمم المتحدة بخصوص ضرورة حياده".

واستدرك: "هذا لا يمنع أن نتعامل بإيجابية مع المبعوث الأممي، وندعم جهوده بخصوص الملف التفاوضي وتطبيق القرارات الدولية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.