الوردة الحمراء.. الرفيق "الغالي" في "فالنتين" لبنان

بولا أسطيح

تصوير: بلال جاويش

بيروت- الأناضول

بالرغم من تراجع أعداد المحتفلين بعيد الحب في لبنان بعد 14 فبراير/ شباط عام 2005 - تاريخ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وما تبعه من اضطرابات واغتيالات سياسية - فإن الكثير منهم لا يزال ينتظره بلهفة لما يحمله من ترويح عن النفس وطرافة تظهر في هداياه الغريبة وسهراته المميزة.

شوارع وسط بيروت لبست حلة حمراء قبل يومين من ليلة العيد، فازدانت واجهات المحال التجارية بالقلوب الحمراء التي احتلت أيضا الساحات الرئيسية، فيما تسابق التجار على تقديم عروض خاصة بالمناسبة وطرح بضائع غريبة لم تشهدها الأسواق من قبل.

فبين من طبعت صورتها على وسادة حمراء قررت تقديمها لحبيبها، ومن أعد صندوقًا أحمر كبيرًا ملأه بالحلوى وبالدمى الحمراء الصغيرة، بقيت الوردة الحمراء الرمز المتعارف عليه في هذا العيد هدية أساسية يجب أن تنضم إلى باقي هدايا المناسبة، ما رفع سعرها قبل يوم من العيد إلى حدود الـ10 دولارات للوردة الواحدة.

وبالتزامن، نشطت الحركة في محال بيع الحلويات التي تهافت أصحابها على صنع قوالب من الحلوى على شكل قلب تلون أحيانا بالأحمر أو بالزهري أو حتى البرتقالي.

العيد انسحب أيضا على حبات الشوكولاتة التي أصبحت على شكل قلوب صغيرة ملونة، كما على البالونات الحمراء الضخمة التي تطايرت أمام واجهات المحلات.

وامتلأت الطرقات أيضا بالإعلانات الخاصة بالمناسبة، فتنافست الشركات الإعلانية على تقديم الفكرة الأجمل والأكثر تميزًا للتسويق لعدد من المحال والمنتجات المشهورة محليًّا.

فهنا إعلان مطبوع للترويج لأحد محلات الملابس ورد فيه: "الحب في كل الأرجاء"، وآخر يحسب مدى المحبة بعدد الورود التي سيتبادلها الحبيبان.

وتبقى السهرات محطة أساسية في هذا العيد، ولعل السهرة التي تجمع الفنانين اللبنانيين وائل كفوري وإليسا مساء يوم غدٍ الجمعة أبرز السهرات المحلية، حيث يتراوح سعر تذكرة حضور الحفل ما بين 150 و500 دولار أمريكي.

 وبدلت الكثير من المطاعم اللبنانية مفروشاتها للون الأحمر، وأعدت الأطباق الخاصة بالمناسبة، كما أعدت لزوارها الموسيقى الرومانسية الهادئة ليرقص على أنغامها الحبيبان عند حلول منتصف الليل.

وشارك الرئيس اللبناني شعبه في الاحتفاء بعيد الحب؛ حيث تناقلت عنه الصحف اللبنانية رسالة نشرها على موقعه على "الإنترنت" عبَّر فيها عن "أسمى مشاعر التعاطف مع من فقدوا حبيبًا أو حبيبة من شهداء أبرار، وبخاصة أرملتي الشهيدين بشعلاني وزهرمان".

ودعا إلى وضع وردة حمراء على أقرب ضريح "شهيد" أو معلم وطني.

وبشعلاني وزهرمان هما عنصران بالجيش اللبناني قتلا في بلدة عرسال شرق البلاد مطلع فبراير/شباط الجاري خلال كمين مسلح تعرضوا له.