Ankara
أنقرة / الأناضول
يتوجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إلى إثيوبيا لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء آبي أحمد ووزير الخارجية تاي أسقي سيلاسي.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول أن فيدان سيبحث خلال الزيارة العلاقات الثنائية والمصالحة بين إثيوبيا والصومال وقضايا إقليمية.
والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين لها مكانة مهمة في السياسة التركية وشراكتها مع إفريقيا وتعود تلك العلاقات إلى ما قبل تأسيس الجمهورية.
وافتتحت تركيا سفارتها في أديس أبابا عام 1926 والسفارة الإثيوبية في أنقرة عام 1933، فيما أغلقت عام 1984 بسبب تغير النظام في البلاد، قبل افتتاحها مجددا عام 2006.
وتتعمق العلاقات التركية الإثيوبية عبر اتصالات منتظمة وزيارات متبادلة على أساس إيجابي وعلى أساس علاقات ودية.
ويبلغ حجم التجارة الذي كان يقارب 27 مليون دولار عام 2000، نحو 345 مليون دولار في 2023 مع استهداف الوصول إلى مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتعد تركيا من بين الدول الأربع الأولى في إثيوبيا من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وشاركت 70 شركة إثيوبية و250 شركة تركية في منتدى العمل التركي الإثيوبي الذي عقد في إسطنبول شهر مايو/ أيار 2024.
وتدهورت العلاقات بين إثيوبيا والصومال الجارتين منذ إبرام أديس أباب اتفاقا مع إقليم "أرض الصومال" في الأول من يناير/ كانون الثاني 2023، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية.
ورفض الصومال صفقة إثيوبيا مع "أرض الصومال"، ووصفها بأنها "غير شرعية وتشكل تهديدا لحسن الجوار وانتهاكا لسيادته"، كما استدعى سفيره في إثيوبيا عقب الإعلان عن الاتفاق.
ودافعت الحكومة الإثيوبية عن الاتفاق قائلة إنه "لن يؤثر على أي حزب أو دولة".
وفقدت إثيوبيا موانئها على البحر الأحمر في أوائل التسعينيات بعد حرب الاستقلال الإريترية التي استمرت من عام 1961 وحتى استقلال إريتريا عام 1991.
ويتصرف إقليم "أرض الصومال"، الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.
وأشارت المصادر الدبلوماسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل الممثل الخاص لرئيس الوزراء الأثيوبي مولاتو تشومي فيرتو ووزير الخارجية سيلاسيا، حيث شهد اللقاء طلب أثيويبا دعم تركيا في خلافها مع الصومال.
وبدأت تركيا مبادرات الوساطة في إطار تعليمات الرئيس أردوغان، حيث التقى وزير الخارجية هاكان فيدان في هذا الإطار مع نظيريه الإثيوبي والصومالي في أنقرة في 1 يوليو/ تموز الماضي، وفقًا للمصادر.
وأظهر الوزيران الأثيوبي والصومالي عقب الاجتماع نيتهما التوصل إلى حل وتعهدا بعقد جولة مفاوضات ثانية في 2 سبتمبر/ أيلول المقبل بالعاصمة أنقرة، بحسب المصادر.