دولي, التقارير

البوسنة.. مذبحة "السوق" لا تغيب عن ذاكرة المصور فوكو (تقرير)

قال المصور البوسني فؤاد فوكو، إن المذبحة التي ارتكبتها قوات جمهورية صرب البوسنة في سوق ماركالي بالعاصمة سراييفو خلال حرب 1992-1995، وما رافقتها من مشاهد دموية، لا يمكن محوها من الذاكرة

10.06.2021 - محدث : 10.06.2021
البوسنة.. مذبحة "السوق" لا تغيب عن ذاكرة المصور فوكو (تقرير)

Bosnia and Herzegovina

سراييفو/ كمال زورلاق/ الأناضول

المصور البوسني "فوكو" الذي شهد مذبحة "سوق ماركالي " في سراييفو :
- قوات صرب البوسنة استهدفت السوق، مستخدمة قذائف الهاون في 5 فبراير/ شباط 1994، ما أدى الى مقتل 68 مدنيًا
- كانت المنطقة مغطاة بسحابة من الغبار وسط صراخ ودماء وأشلاء متناثرة في السوق التي تحولت إلى مسلخ بشري
- عندما أتذكر المذبحة، أشعر برائحة اللحم والشعر المحترقين تنسل إلى أنفي

قال المصور البوسني فؤاد فوكو، إن المذبحة التي ارتكبتها قوات جمهورية صرب البوسنة في سوق ماركالي بالعاصمة سراييفو خلال حرب 1992-1995، وما رافقتها من مشاهد دموية، لا يمكن محوها من الذاكرة.

وذكر المصور فوكو خلال حديثه للأناضول، أن قوات صرب البوسنة استهدفت السوق المعروفة، مستخدمة قذائف الهاون في 5 فبراير/ شباط 1994، ما أدى الى مقتل 68 مدنيًا وجرح 144 آخرين.

وأوضح أنه كان على بعد حوالي 100 متر من السوق عندما وقع الهجوم، وكان من أوائل الذين وصلوا إلى الموقع.

وقال: "وقعت المجزرة في يوم اتسم بالهدوء التام. عندما سمعت أصوات الانفجارات، توجهت إلى السوق على الفور مصطحبًا معي آلة التصوير".

وأردف: "كان المشهد الذي صادفته مرعبًا للغاية. لم أتوقع أن أرى في حياتي مثل هذا المشهد الذي لا يمكن محوه من الذاكرة".

وتابع: "عندما وصلت إلى السوق، كانت المنطقة مغطاة بسحابة من الغبار وسط صراخ ودماء وأشلاء متناثرة في المكان. غطيت عيني بالكاميرا. اعتقدت أنه سيكون من الأسهل استيعاب ما رأيته بهذه الطريقة".

وأضاف: "ما حدث كان أكثر من مجزرة، تحولت السوق إلى مسلخ بشري. لم يكن بإمكاني وقتئذ مساعدة أي من الجرحى لأن الأشلاء كانت قد غطت المكان".

وأشار فوكو إلى أن ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية بدؤوا في الوصول إلى مكان المجزرة.

واستطرد: "جاء أحد الإعلاميين، من الذين فهموا أني كنت متواجدًا في المكان منذ فترة، وسألني إن كنت قد صورت المجزرة لحظة وصولي. لا أعرف لماذا، لكنني أخرجت الأفلام التي صورتها وأعطيتها له".

ولفت المصور البوسني إلى أنه عاش صدمة حقيقية جعلته يقف كأنما لو كان مكبّل اليدين والقدمين، وأنه تمكن بعد أن تجاوز تأثيرات الصدمة من متابعة التصوير، والتقاط صور الدماء المراقة على طول خطوط الترام الذي يمر من أمام السوق.

- أشعر برائحة اللحم والشعر المحترقين كلما تذكرت تلك اللحظة

وأكد أنه لم يستطع النوم أو الأكل أو الكلام لأيام بعد المذبحة التي شهدها، وأنه عندما يتذكر تلك اللحظة، يشعر برائحة اللحم والشعر المحترقين تنسل إلى أنفه.

وشدد فوكو على أنه ورغم مرور 27 عامًا على المجزرة، يتحاشى حتى اليوم المرور من منطقة السوق أو المناطق القريبة منها.

وزاد: "هذه ليست أشياء يمكن محوها بسهولة من الذاكرة. إن أي شخص يمتلك بعضًا من مشاعر الإنسانية، يجب ألا يقف مكتوف اليدين حيال أحداث مماثلة تقع في كينيا ورواندا أو في أي مكان آخر".

وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت بعد توقيع اتفاقية "دايتون" عام 1995، حيث تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.

وفي 11 يوليو/ تموز 1995، دخلت القوات الصربية، بقيادة راتكو ملاديتش، مدينة سربرنيتسا بعد إعلانها منطقة آمنة من جانب الأمم المتحدة.

ونفذت القوات الصربية، خلال أيام، مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاما، وذلك بعدما سلمت القوات الهولندية العاملة هناك عشرات آلاف البوسنيين لها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın