السياسة, الدول العربية, التقارير, الصومال

الصومال.. مبادرة شبابية لتنظيف ساحل ليدو في مقديشو (تقرير)

أطلق شباب صوماليون مبادرة لتنظيف سواحل العاصمة من المخلفات التي تراكمت بفعل انتعاش السياحة الداخلية، نتيجة التحسن الأمني الذي شهدته مقديشو في السنوات الأخيرة.

21.01.2022 - محدث : 21.01.2022
 الصومال.. مبادرة شبابية لتنظيف ساحل ليدو في مقديشو (تقرير)

Somalia

مقديشو/ نور جيدي/ الأناضول

- شباب صوماليون يطلقون مبادرة تطوعية لتنظيف سواحل العاصمة من المخلفات التي تراكمت بفعل انتعاش السياحة الداخلية
- المبادرة تحمل اسم "سواحل نظيفة وهادئة" بهدف رفع توعية المجتمع من أضرار مخلفات البلاستيك على البيئة
- يجوب المتطوعون في طول ساحل ليدو، محمّلين بأكياس سوداء لجمع نفايات قد تشكل خطرا على البيئة والأحياء البحرية
 

أطلق شباب صوماليون مبادرة لتنظيف سواحل العاصمة من المخلفات التي تراكمت بفعل انتعاش السياحة الداخلية، نتيجة التحسن الأمني الذي شهدته مقديشو في السنوات الأخيرة.

فنادق ومطاعم تنتشر على طول ساحل ليدو في مقديشو، تقدم صنوفا من الأطعمة للزوار الذين تتزايد أعدادهم في أيام العطل الأسبوعية، ما أثر سلبا على نظافة الشاطئ.

"سواحل نظيفة وهادئة" شعار اتخذه شباب صوماليون لرفع توعية المجتمع من أضرار مخلفات البلاستيك على البيئة، إلى جانب الأحياء البحرية التي نفقت جراء تراكم تلك النفايات في قاع البحر.

** مبادرة أسبوعية

مع إشراقة شمس كل جمعة، يتوافد عشرات الشبّان والشابات إلى ساحل ليدو، ليس بقصد السباحة وللسياحة بل لتنظيف مخلفات البلاستيك التي تراكمت طوال الأسبوع.

في إحدى الزوايا بالقرب من أحد الفنادق المطلة على البحر، يتوزع الشباب الأدوار ويقسّمون أنفسهم إلى مجموعات مع الأدوات اللازمة لمهمّتهم، كالقفازات وأكياس البلاستيك.

يقول عبد السلام عربو، صاحب المبادرة، إن تزايد ظاهرة رمي المخلفات على الشواطئ وتراكم القمامة البلاستيكية في السواحل، جراء غياب الوعي المجتمعي لحماية البيئة، دفعنا إلى إطلاق هذه المبادرة من أجل إشعار المواطنين بأهمية نظافة السواحل.

ويوضح عربو، في حديث إلى "الأناضول"، أن المشاركة في المبادرة كانت خجولة في مراحلها الأولى، "لكن بعد حملات التوعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي شهدنا إقبالا كبيرا من فئة الشباب بغية المساهمة في هذه المبادرة التطوعية التي تعيد إلى السواحل رونقها وجمالها وتنقذ الأحياء البحرية من خطر الموت".

من خلال مجموعات، يجوب الشباب المتطوعون في طول ساحل ليدو محمّلين بأكياس سوداء لجمع نفايات قد تشكل خطرا على البيئة والأحياء البحرية، ليعودوا إلى موقع انطلاقهم بأطنان من المخلفات.

وبحسب عربو، فإن المبادرة المستمرة في أسبوعها السابع تمكنت حتى الآن من جمع وإخراج 3 أطنان من المخلفات في ساحل ليدوا، مشيرا إلى أن المهمة شملت أيضا أنهار البلاد، مثل نهر شبيلى الذي يمر في مدينة بلدوين بإقليم هيران وسط الصومال.

** تعليمات ضرورية

يتعين على الراغبين في المشاركة بالمبادرة التطوعية الالتحاق بدورة سريعة لإرشادهم إلى طريقة التعامل مع المخلفات التي تشكل خطرا على البيئة والزوار، أو تلك التي تعد نافعة للأحياء البحرية.

ويشير محمود عمر، رئيس نقابة المعلمين وهو أحد أصحاب المبادرة، إلى أن المشاركين في الحملة تلقوا أيضا تعليمات ضرورية حول كيفية حماية أنفسهم من خطر المخلفات.

ويقول لـ "الأناضول" إن المبادرة تساهم في عودة الأعمال التطوعية داخل فئات الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر للمجتمع الصومالي، وهو ما يعزز شعور الولاء للوطن.

ونظرا إلى حجم المخلفات وخطرها، يحرص أصحاب المبادرة على الاهتمام بصحة المشاركين قبل بدء أعمال النظافة في سواحل العاصمة.

** مخلفات خطيرة

تضم المخلفات التي يجمعها الناشطون البيئيون في ساحل ليدو مواد خطرة، ليس على الأحياء البحرية وحسب بل على الزوار الذين يقصدون المكان أيام العطل الأسبوعية.

تقول صفا محمد، طالبة جامعية، إن المبادرة شجعتها على المشاركة في هذا العمل التطوعي، "حقا إنها مبادرة مثيرة ولا شيء أجمل من حماية السواحل من التلوث."

وتضيف لـ "الأناضول": "تم جمع عشرات الأكياس من المخلفات، بعضها خطير، كإبر الحقن والخياط وقطع الزجاج المكسور التي تضر بالزوار والأحياء البحرية على السواء.

وتشكل علب البلاستيك التي غالبا ما يستخدمها الزوار للشرب، والتي لا تتحلل بسهولة، النسبة الأكبر من تلك المخلفات.

** إجراءات رسمية

ويشارك بعض مسؤولين في بلدية مقديشو في المبادرة، من باب التشجيع وتقديم بعض الدعم لتحقيق الأهداف المنشودة.

يقول عبد الكريم يوسف، مسؤول الشباب في حي عبد العزيز، إن "تنظيف المرافق العامة واجب اجتماعي وليس حكرا على أحد، وعلينا المساهمة في هذه المبادرة التطوعية وجعل شواطئنا جذابة وساحرة".

وحول تزايد ظاهرة تلوث الشواطئ، يوضح عبد الكريم، في حديث إلى "الأناضول"، أن "بلدية مقديشو بصدد إصدار اجراءات صارمة بحق المخالفين لتعليمات النظافة في الشواطئ والمرافق العامة التي تشكل واجهة البلاد".

ويضيف: "حذرنا أصحاب الفنادق والمطاعم المطلة على الشاطئ من رمي المخلفات وكل ما يمثل خطرا على الصحة والبيئة والأحياء البحرية وتنوعها البيولوجي".

ويشير إلى أن "البلدية ستنشر صناديق القمامة على طول ساحل ليدو، الأكثر استقبالا للزوار، من أجل حماية نظافة الشاطئ والبيئة عموما. كما ستعمل على إنشاء شرطة سواحل لمتابعة اجراءات النظافة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın