الدول العربية

"أصوات الغد".. فتيات بغزة يحيين مواهب دفنتها الحرب (تقرير)

رهف الشيخ علي، مؤسسة نادي "أصوات الغد": ركزنا على فن التدوين البصري كوسيلة لتفريغ مشاعرهن المكبوتة، إلى جانب الرسم وهوايات أخرى

Mohamed Majed  | 02.12.2025 - محدث : 02.12.2025
"أصوات الغد".. فتيات بغزة يحيين مواهب دفنتها الحرب (تقرير)

Istanbul

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول

** رهف الشيخ علي، مؤسسة نادي "أصوات الغد":
- نطمح إلى توفير نشاطات فنية واجتماعية وحوارية للفتيات اليافعات
- الفئة المستهدفة هي الفتيات من عمر 13 إلى 18 عاما، ونعمل على تقوية شخصياتهن ودعمهن نفسيا
- ركزنا على فن التدوين البصري كوسيلة لتفريغ مشاعرهن المكبوتة، إلى جانب الرسم وهوايات أخرى
** جنى كراز، المشاركة في البرنامج:
- فقدان أختي خلال الحرب شكل لي صدمة كبيرة
- وجودي في هذه المساحة الفنية يمنحني بيئة آمنة للتعبير عما بداخلي ويساعدني على مواصلة الحياة

وسط تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية التي أثقلت حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، تحاول فتيات يافعات إيجاد متنفس إبداعي داخل خيمة صغيرة يستخدمنها لممارسة أنشطة فنية تساعدهن على التعبير عن ذواتهن والتخفيف من آثار الصدمة النفسية التي خلفتها الحرب.

داخل هذه الخيمة البسيطة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تجتمع فتيات تتراوح أعمارهن بين 13 و18 عاما، فتمسك بعضهن بالألوان للرسم، وتدون أخريات خواطرهن، بينما تعيد مجموعة منهن تدوير مواد مهملة لصناعة الورود والحِرف اليدوية والنقش.

لكن الفتيات، وفق القائمات على المشروع الذي يحمل اسم "أصوات الغد"، يواجهن صعوبات كبيرة في توفير الأدوات الأساسية للعمل الفني، في ظل الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المواد اللازمة وارتفاع أسعار ما يتوفر في السوق.

والخميس، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن تعافي الأطفال في قطاع غزة بعد الحرب سيستغرق وقتا طويلا.

وذكر غيبريسوس أن "الأطفال في غزة يتنفسون لحظات من الهدوء أخيرا بعد عامين من العنف".

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الهش منح الأطفال فرصة للتنفس والتواصل واللعب، بل وحتى البدء بالتعافي.

** نشاطات متنوعة

وبهذا الخصوص، قالت رهف الشيخ علي، مؤسسة نادي "أصوات الغد"، للأناضول: "نطمح إلى توفير نشاطات فنية واجتماعية وحوارية للفتيات اليافعات".

وأضافت: "ركزنا على فن التدوين البصري كوسيلة لتفريغ مشاعرهن المكبوتة، إلى جانب الرسم وهوايات أخرى".

وتابعت: "الفئة المستهدفة هي الفتيات من عمر 13 إلى 18 عاما، ونعمل على تقوية شخصياتهن ودعمهن نفسيا".

ولفتت إلى أن النادي يواجه "صعوبة كبيرة في توفير المواد الخام للرسم والفنون الأخرى، وإن توفرت تكون بأسعار مرتفعة بسبب الحصار".

وعن الطموحات المستقبلية، قالت "الشيخ علي": "نسعى لإنشاء مساحات فنية أكثر في قطاع غزة، فهناك طلب كبير من الفتيات الراغبات في ممارسة أنشطة تعبيرية تخفف عنهن آثار الحرب".

** إحياء الشخصية

وتروي مرح الشيخ علي، وهي إحدى المستفيدات، تجربتها قائلة: "التحقت بالنادي كي نظهر مواهبنا التي دفنت بسبب الحرب".

وأضافت: "هنا نبرز الصفات الجميلة فينا التي طمستها الأحداث وطمست إبداعنا".

وفي معرض وصفها عن التجربة، قالت مرح: "النادي يعيد إحياء جزء من شخصيتنا ومواهبنا، وشعب غزة يمتلك إبداعا يستحق الحياة".

وتعكس تجربة الفتيات جانبا صغيرا من معاناة واسعة خلفتها الحرب، التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وانتهت في 10 أكتوبر الماضي، لكن آثارها المروعة ما تزال ماثلة في حياة مئات آلاف الأطفال الذين فقدوا أطرافهم أو حواسهم أو ذويهم، ليصبحوا ضحايا دائمين للإبادة والحصار والحرمان.

ووفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة في غزة، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني بينهم ما يزيد عن 20 ألف طفل، في واحدة من أكثر الحروب دموية ضد المدنيين في التاريخ الحديث.

ومن بين هؤلاء الأطفال، 1015 طفلا تقل أعمارهم عن عام واحد و450 رضيعًا، بينما فقد 14 طفلا حياتهم من شدة البرد خلال فترات النزوح داخل خيام مهترئة لا تقي حرا ولا بردا.

** بيئة آمنة

وبهدف تسليط الضوء على مأساة لا تقل ألما عن معاناة باقي فتيات غزة، تحدثت الأناضول إلى جنى كراز، المشاركة في البرنامج، والتي فقدت أختها الوحيدة خلال الحرب.

وقالت كراز إن "فقدان أختها خلال الحرب شكل لها صدمة كبيرة".

وأشارت إلى أن وجودها في هذه المساحة الفنية يمنحها بيئة آمنة للتعبير عما بداخلها ويساعدها على مواصلة الحياة رغم الألم.

ويعيش 2.4 مليون فلسطيني في غزة واقعا مأساويا؛ جراء تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي استمرت لعامين.

وبينما يواجه المواطنون أزمات متراكمة، تمنع إسرائيل إدخال كميات كافية من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وتشن غارات قتلت وأصابت مئات الفلسطينيين

وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، السبت، تسجيل نحو 9 آلاف و300 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة خلال أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وقالت المنظمة في بيان، إنه "لا تزال مستويات سوء التغذية المرتفعة تُعرّض حياة الأطفال ورفاههم في قطاع غزة للخطر، ويتفاقم ذلك مع حلول فصل الشتاء الذي يُسرّع انتشار الأمراض ويزيد من خطر الوفاة بين الأطفال الأكثر ضعفا".

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حماس، بوساطة مصرية قطرية تركية وبإشراف أمريكي، والذي استند إلى خطة للرئيس دونالد ترامب.

وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت أكثر من 70 ألف فلسطيني ونحو 171 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 70 مليار دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.