الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

في "معركة كورونا" بالمغرب.. "القايد" و"المقدم" في الخطوط الأمامية (تقرير)

عناصر تابعة لوزارة الداخلية تتولى مهامًا خاصة خلال تطبيق حالة الطوارئ الصحية في المملكة بعضهم قام بمبادرات إنسانية نالت إشادات من نشطاء بينما ارتكب آخرون تجاوزات أثارت انتقادات

10.04.2020 - محدث : 10.04.2020
في "معركة كورونا" بالمغرب.. "القايد" و"المقدم" في الخطوط الأمامية (تقرير)

Morocco

الرباط/ خالد مجدوب/ الأناضول

أعاد فيروس "كورونا" كلًا من "القايد" و"المقدم" إلى واجهة الأحداث بالمغرب، في ظل الدور الذي يقومان به خلال فترة الطوارئ الصحية (حظر التجوال الليلي)، الذي بدأ في المملكة يوم 26 مارس/ آذار الماضي.

و"المقدم" هو عون (مساعد) سلطة يقوم بمهام أمنية وأخرى إدارية، ويعتبر عين السلطة في الأحياء.

و"القايد" (مصطلح بالعامية المغربية يعني القائد) هو رجل سلطة يشرف على مجموعة من "المقدمين" (جمع مقدم)، وله مهام إدارية وأمنية أوسع، وينتمي كل منهما إلى وزارة الداخلية.

وأشاد نشطاء، على منصات التواصل الاجتماعية، بمبادرات اجتماعية قام بها بعض هؤلاء العناصر، بينما انتقدهم نشطاء آخرون بسبب تصرفات غير لائقة صدرت عن بعضهم.

** مهام في زمن الفيروس

اشترطت وزارة الداخلية على المواطن المضطر إلى الخروج من منزله، خلال حالة الطوارئ الصحية، الحصول على ترخيص من "المقدم"، وهو ترخيص يخول للمواطن التنقل للعمل أو شراء طعام أو دواء.

فيما يجوب "القايد" الأحياء، ويعمل على توعية الناس، عبر مكبرات الصوت، بشأن مكافحة الفيروس.

وتداول نشطاء على منصات التواصل مقطع فيديو لـ"القايدة حورية"، في مدينة آسفي (شمال غرب)، وهي تنصح المواطنين بالعودة إلى منازلهم، وتنتقد سلوكات آخرين لم يحترموا الطوارئ.

وأشاد النشطاء بطريقة تحدث "حورية" التي تتميز بالعفوية، خاصة وأن المجتمع المغربي لم يألف وجود "قايدات" (جمع قايدة) في وقت سابق.

كما تم تداول النشطاء فيديو لقايد، وهو يخاطب مهاجرين باللغة الفرنسية يحثهم على عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والمساهمة في محاربة الفيروس.

ووجد "المقدم" و"القايد" أنفسهما في الخطوط الأمامية لمواجهة "كورونا" رفقة الأطباء ورجال الأمن، وقد أصيب "قايد" في مدينة مراكش (وسط) بالفيروس.

** مبادرات إنسانية

تداول نشطاء منصات التواصل مقاطع فيديو لعدد من "القياد"، وهم يقومون بأعمال إنسانية، بموازاة عملهم الاعتيادي.

وقال عثمان جمعون، إعلامي مغربي: "اليوم تدخلت ‏السلطة بالمضيق (شمال) لإرجاع مواطنين جزائريين إلى السكن بعد طردهما بسبب عدم قدرتهما على أداء ثمن الإيجار".

وأضاف جمعون، عبر "فيسبوك، أن "قائد المقاطعة (البلدية) الأولى أخبر صاحب البيت أنه لا يمكن أن يطرد هؤلاء في ظل هذا الوضع".

وتابع: "القايد أبدى استعداده للتضامن، ودعا صاحب البيت إلى التعبير عن ذلك".

كما تداول نشطاء فيديو لقايد، وهو يساعد بالمال شخصًا كبيرًا في السن، وآخر يدفع تكاليف "الكراء" لسيدة فقدت عملها.

** جدل حول تجاوزات

دافع نشطاء عن تجاوزات من بعض أعوان السلطة، خلال محاولاتهم تطبيق القانون في ظل حالة الطوارئ الصحية، لكن آخرون انتقدوا تلك التجاوزات.

وقال عمر الشرقاوي، أكاديمي مغربي، عبر "فيسبوك": وسط هاته الجائحة (كورونا) ظهر نجوم من رجال السلطة في مستوى رفيع مثل القايدة حورية، ومقدمين وطنيين مثل المقدم بلعيد".

وأردف: "ينبغي أن نفهم (أن) رجال ونساء السلطة ليسوا أعداء أو خصوما بل أشخاص ملزمون بتنفيذ القانون والتعليمات الشفهية التي قد تكون مجحفة في بعض الأحيان.. شكرا لمجهوداتكم(ن)".

بينما انتقد بريمة رشيد من يبررون بعض التجاوزات تجاه المواطنين، بقوله عبر "فيسبوك"، إن "مناسبة الكلام (هي) حالة الدفاع عن القايد الذي صفع ذلك المواطن وكيف أصبح بعضنا يبرر ويبحث لها عن منطق".

فيما قال محمد الشرقاوي، أكاديمي مغربي، إن "من يدافع عن هذه التصرفات لهؤلاء المدجّجين بمنطق السلطة أو بالأحرى شطط السلطة، أو يجد له تبريرا منطقيا لضرورة المرحلة، يغدو محاميا من حيث لا يدري عن نظرية سيكولوجيا الجماهير".

واستطرد الشرقاوي، عبر "فيسبوك": "يبدو أن سلوكيات التعنيف لرجال السلطة في الفيديو قد لا تلقى الانتقاد على نطاق واسع بسبب انغماس جلّ الجمهور في منطق التبرير وغضّ الطرف عن انتهاكات جلّية، وحتى في القبول بتجاهل أو استبعاد أي منظومة قِيَمٍ متعارف عليها، أو حاول تناسيها من حقبة الجمر والرصاص. لا يزال حلمي كبيرا في مغرب الحداثة، مغرب احترام المواطنة!"ّ.

** حظر تجوال ليلي

ومنذ 26 مارس/آذار الماضي، يشهد المغرب حظر تجوال ليلي يستمر حتى 20 أبريل/نيسان الجاري، ضمن تدابير أخرى لمكافحة الفيروس، الذي أصاب، حتى مساء الخميس، 1374 شخصًا في المملكة، توفي منهم 97، وتعافى 59.

وإجمالاً، تجاوز عدد المصابين بالفيروس في العالم، حتى مساء السبت، نحو مليون و606 آلاف، توفى منهم ما يزيد عن 95 ألفًا، وتعافى أكثر من 356 ألفا.

وأجبر الفيروس دولًا عديدة على غلق الحدود، تعليق رحلات الطيران، تعطيل الدراسة، فرض حظر تجوال، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة وإغلاق المساجد والكنائس.

وأعلنت السلطات المغربية، الخميس الماضي، إحالة 334 شخصًا إلى المحاكمة، لـ"خرقهم حظر التجوال".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın