أنقرة / زينب دويار جانلي / الأناضول

بمصادقتها على اتفاق باريس للمناخ وتفاعلها مع "الصفقة الخضراء" للاتحاد الأوروبي، تسعى تركيا لتنفيذ مشاريع شاملة لمواصلة جهودها في مكافحة تغير المناخ خلال العام 2023.

وتعمل الوزارات المعنية في تركيا على تكثيف الجهود لإنجاز المشاريع الاستراتيجية التي تستهدف مكافحة تغير المناخ، إلى جانب اتخاذ خطوات مختلفة عام 2023 في مجالات شتى أبرزها قطاعات التجارة والنقل والزراعة والصناعة.

وفي السياق، تهدف المديرية العامة للطرق السريعة بتركيا إلى المساهمة في التنوع البيولوجي بتمكين الحيوانات من الانتقال بسهولة وبطريقة آمنة على جانبي الطرق السريعة من خلال بناء وتطوير الجسور البيئية.

كما منحت المديرية الأنفاق والجسور أولوية خاصة خلال تنفيذ مشروع طريق شمال مرمرة السريع لمنع تدمير المساحات الخضراء التي يمر بها المشروع، وتقليل انبعاثات الكربون بمقدار 350 ألفًا و960 طنًا سنويًا، مع توفير ظروف تدفق حركة المرور غير المنقطع.

* خرائط الضوضاء

وتواصل المديرية العامة للطرق السريعة إعداد خرائط الضوضاء للمناطق التي تشهد مرور نحو 3 ملايين مركبة سنويًا في الطرق السريعة الرئيسية.

وفي هذا السياق، تمكنت المديرية خلال السنوات السابقة من إعداد خرائط الضوضاء لـ 1092 كيلومترًا من الطرق السريعة، بينما يستمر العمل على إعداد خرائط ضوضاء لـ 535 كيلومترًا من الطرق السريعة.

وبدورها، تعمل المديرية العامة لهيئة المطارات الحكومية على "مشروع المطار الخالي من الكربون".

وفي إطار هذا المشروع، تم اعتماد 18 مطارًا في تركيا بصفتها مطارات خالية من الكربون، بينما يتم إجراء دراسات على 32 مطارًا في إطار المشروع نفسه.

** سكك حديدية خضراء

من ناحية أخرى، بدأت إدارة السكك الحديدية التركية بتصميم محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لاستخدامها في المحطات والمباني الإدارية والمراكز اللوجستية والأرضية التابعة للإدارة.

وعند اكتمال تركيب محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سوف يتم تلبية استهلاك الطاقة الكهربائية لجزء كبير من خطوط القطارات الكهربائية والمرافق ذات الصلة من مصدر الطاقة المتجددة.

إضافة لذلك، فمن المتوقع أن يتم توفير 35 بالمئة من الطاقة التي تستهلكها مركبات السكك الحديدية الكهربائية العاملة على الخطوط حتى عام 2025 من مصادر الطاقة المتجددة.

* دراسات صديقة للمناخ

وتقوم وزارة الزراعة والغابات بتنظيم نشاط القطاع الزراعي وأنشطة تحسين المراعي بما يتوافق مع التقلبات المناخية وجهود مكافحة التغير المناخي.

وفي إطار "خطة عمل استراتيجية لمكافحة الجفاف الزراعي" يتم رصد وتقييم نتائج المراقبة الفينولوجية للحبوب وبيانات الأرصاد الجوية ومعدلات إشغال السدود، وإبلاغ المزارعين بالتدابير اللازمة لحماية البيئة من مخاطر مثل الصقيع والبرد والهطول المفرط والجفاف الناجم عن تغير المناخ.

ومن خلال الاستفادة من أنظمة تبادل المعلومات الزراعية، يتم تنفيذ الأنشطة اللازمة لحماية الموارد المائية ونقل المياه بكفاءة إلى نقاط الاستهلاك وتحديث أنظمة الري وتحديد أنماط المحاصيل في الإنتاج النباتي وفقًا لموارد المياه في المنطقة.

كما تخطط الوزارة لوضع "خطة عمل للتكيف مع تغير المناخ في القطاع الزراعي" وتنفيذ نموذج إنتاج غذائي موجه للنظام الإيكولوجي.

** فرص التمويل الأخضر

وفي مجال التمويل، تقوم وزارة التجارة التركية بتقييم الآليات التي سيتم إنشاؤها وفرص توفير القروض في إطار "دبلوماسية المناخ" التي تنفذها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وفي سبيل تحقيق ما سبق، تجري الوزارة اتصالات رفيعة المستوى مع الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع الحقوق التركية الناشئة عن الاتحاد الجمركي.

كما تسعى لعقد اجتماع للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الصادرات ومناقشة بعض القضايا المتعلقة بصناعة الصلب، وزيادة التعاون مع آليات التمويل والمشاريع الأوروبية التي تهدف لدعم مشاريع التحول الأخضر في تركيا.

وتعمل الوزارة أيضا على تطوير فرص التمويل لدعم المشاريع التركية التي تساهم في جهود مكافحة تغير المناخ، والوصول إلى هدف الوزارة المتمثل في الانبعاث الصفري عام 2053.

وبالتعاون بين منصة الاستثمار التركية والاتحاد الأوروبي، يجري إنشاء آلية لتقديم ضمانات للقروض التي سيتم تقديمها للقطاع الخاص للمساهمة في ضمان التحول الأخضر لتركيا.

كما يجري العمل على إقامة تعاون ثنائي في مجالات مثل الطاقة المتجددة وتقنيات الكربون خلال عام 2023.

** نظام الشهادات الخضراء

وبدورها، تطبق وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية آليات مختلفة لتقليل انبعاثات غاز الكربون في قطاع الإنتاج الصناعي.

وفي هذا الإطار، أنشأت الوزارة نظامًا لـ "مراقبة الطاقة"، حيث يمكن مراقبة إنتاج واستهلاك الكهرباء في جميع المناطق الصناعية.

كما تضطلع بتنفيذ نظام الشهادات الخضراء في المناطق الصناعية التركية، والحصول على قرض بقيمة 250 مليون يورو من البنك الدولي لتلبية احتياجات البنية التحتية الأساسية اللازمة في التحول الأخضر.

** إسهام السيارات الكهربائية

تجد السيارات الكهربائية أهمية كبيرة في مكافحة تغير المناخ وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، نظرًا لمساهمتها في الحد من انبعاثات الكربون.

وفي هذا الإطار، جرى افتتاح مجمع شركة السيارات المشتركة التركية المحدودة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لإنتاج السيارات الكهربائية في تركيا، ما يدل على إصرار الحكومة التركية في سياستها المتعلقة بمكافحة تغير المناخ.

ومن أجل وصول البنية التحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية إلى مستوى مناسب في جميع مناطق تركيا، تخطط الوزارة للانتهاء من تركيب 1572 محطة شحن سريع في 81 مقاطعة بحلول نهاية الربع الأول من عام 2023.