دولي, التقارير, فيروس كورونا

العالم بعد كورونا يفضل "الدبلوماسية الافتراضية"

قال أكاديميون أتراك إن تفشي كورونا غير العديد من التقاليد الدبلوماسية، ودفع العالم نحو مزيد من التواصل عبر شبكة الإنترنت فاتحا الباب أمام "عصر الدبلوماسية الافتراضية".

30.03.2020 - محدث : 31.03.2020
العالم بعد كورونا يفضل "الدبلوماسية الافتراضية"

Istanbul

إسطنبول/ كلثوم اينجه قايا/ الأناضول

- كورونا دفع العالم نحو اتخاذ تدابير استثنائية بسبب سرعة تفشيه التي أصبحت تهديدا عالميا
- فيروس كورونا زاد من الصورة السلبية للعولمة وآثارها
- بلدان العالم بدأت بالابتعاد عن بعضهما البعض والحفاظ على "مسافة أمان" في علاقاتها
- الولايات المتحدة تعتبر تفشي الفيروس جزءا من حرب باردة جديدة وتحاول تقييد النفوذ الصيني
- أدى انخفاض الناتج الصيني إلى تأثر اقتصاديات الغرب سلبيا، وتوجهه للانطواء التجاري
- الوباء أدى إلى تغيير الأعراف الدبلوماسية، ودفع العالم للتوجه نحو الدبلوماسية الافتراضية
- تغير الأعراف التي صاغتها الأنشطة التجارية والاقتصادية حول العالم يرجع إلى تفشي الفيروس
- العلاقات الدبلوماسية ستتأثر طردا بالمرض كلما تفشى بشكل أوسع في الفترة المقبلة

قال أكاديميون أتراك إن تفشي كورونا غير العديد من التقاليد الدبلوماسية، ودفع العالم نحو مزيد من التواصل عبر شبكة الإنترنت فاتحا الباب أمام "عصر الدبلوماسية الافتراضية".

وأضافوا لمراسل الأناضول، أن كورونا دفع العالم نحو اتخاذ تدابير استثنائية بسبب سرعة تفشيه، التي أصبحت تهديدا عالميا.

وأشار الأكاديميون أن الحياة أصيبت بالشلل في البلدان التي اجتاحها الفيروس، حيث ألغيت مؤتمرات اعتيادية وطارئة، وزيارات ثقافية وسياحية ومهرجانات ومعارض وفعاليات رياضية على التوالي.

وقال عضو هيئة التدريس بجامعة أنطاليا التركية قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، طارق أوغوزلو، إن فيروس كورونا زاد من الصورة السلبية للعولمة وآثارها.

وأضاف أوغوزلو للأناضول، أن أعداد الموقنين بالعولمة في تزايد يوما بعد يوم، وأن بلدان العالم بدأت بالابتعاد عن بعضهما البعض والحفاظ على "مسافة أمان" في علاقاتها البينية، بعد تفشي الفيروس.

وتابع: وينعكس هذا أيضًا على السباق العالمي الصيني والأمريكي. حيث تنظر الولايات المتحدة أن تفشي الفيروس جزء من حرب باردة جديدة تستغلها لتقييد النفوذ الصيني.

إلا أن أوغوزلو أردف قائلا، ومع ذلك، إذا ما نظرنا إلى منطق العولمة، نرى أن تفشي كورونا خلق مشكلة عالمية تقلق الجميع.

وأشار الى أن الاقتصاد الصيني بدأ بالانفصال عن الأمريكي، فيما أدى انخفاض الناتج الصيني إلى تأثير على اقتصاديات الغرب بصورة سلبية، كما دفعها للجوء إلى التطبيقات الحمائية، ما أصابها بانطواء في عمليات التبادل التجاري.

وأضاف أوغوزلو، "في الواقع دفع هذا الوباء الجميع إلى الانطواء على نفسه بمعزل عن القيم والأخلاق والوعي العالمي وقضايا العولمة، وطرح أسئلة حول جدواها وما إذا كانت هذه الظاهرة تقترب من نهايتها".

كما لفت إلى أن تفشي كورونا طرح أسئلة حول كيفية استمرار التقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول في المستقبل القريب، في وقت اقتحمت "الرقمية" فيه حياتنا.

وزاد أوغوزلو بالقول "الوباء أدى إلى تغيير العديد من الأعراف الدبلوماسية، ودفع العالم لتحديد التواصل عبر الإنترنت؛ فاتحا الباب أمام عصر الدبلوماسية الافتراضية".

أما الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة إسطنبول أيدين، أحمد سادات آيبار، فذكر أن التطورات الاقتصادية بعد تفشي الفيروس حالت دون استمرار التقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.

وذكر آيبار، للأناضول، أن الانكماش في جبهتي العرض والطلب المرتبطين بانتشار كورونا أثار حربا في أسعار النفط، ما ولّد أزمة بدأت تتصاعد بين السعودية وروسيا.

ولفت إلى أن أسعار النفط سوف تستمر في الانخفاض، وأن حرب الأسعار في هذا القطاع لن تنتهي في المدى المنظور.

وأوضح آيبار، أن إعلان منظمة الصحة العالمية للوباء بأنه "جائحة" وما تمخض عنها من إجراءات مضادة ستتخذ عالميا، سيكون لها تأثير ملحوظ على الاقتصاد العالمي.

وتابع: يتضح ذلك من زيادة ديون الشركات وانخفاض توقعات الأرباح المؤدية إلى انخفاض أسعار الأسهم في البورصات العالمية.

وأرجع آيبار، تغير كثير من الأعراف التي صاغتها الأنشطة التجارية والاقتصادية حول العالم إلى تدابير تفشي الفيروس، التي غيرت أيضا الأعراف الدبلوماسية الدولية، مؤذنا بعصر جديد يتسم بـ"الدبلوماسية الافتراضية".

كما أشار إلى أن الوباء غير العادات الاستهلاكية والإنتاجية، بنفس القدر ودفع الدول إلى إلغاء المؤتمرات والزيارات الثقافية والسياحية والمهرجانات والمعارض والمنافسات الرياضية الواحدة تلو الأخرى.

بدوره، قال عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق في جامعة دجلة، وهاب جوشقن، إن وباء كورونا ترك تأثيرًا خطيرًا على الاقتصاد العالمي وأعرافه الدبلوماسية في آن واحد.

وذكر جوشقن للأناضول، أن هناك بيانات تفيد بأن الناتج في الصين، حيث انطلق الفيروس، قد انخفض بشكل ملحوظ، كما أجبرها على إلغاء المؤتمرات وجولات السفر والبرامج السياحية.

وأضاف أن انتشار الوباء دفع الكثير من بلدان العالم بما في ذلك تركيا، إلى اتخاذ تدابير مختلفة بينها تعطيل المرافق التعليمية كالمدارس والجامعات، وإلغاء الأنشطة الرياضية والفنية.

وتابع جوشقن "لذلك نحن نواجه وضعا يؤثر بشكل مباشر على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، كما أن العلاقات الدبلوماسية تأثرت بلا شك، وستتأثر اضطرادا كلما تفشي المرض بشكل أوسع في الفترة المقبلة".

وأشار أن بعض البلدان ألغت بالفعل الزيارات الدبلوماسية للقادة والوزراء، وأن العديد من الدول ستتخذ قرارات مماثلة في القريب العاجل.

ولفت جوشقن إلى أن العالم مقبل على إجراءات وتدابير وقائية جديدة، كما هو الحال في قاعات الاجتماعات الدبلوماسية وما تشهده من عمليات مسح حرارية، ما يستدعي إلى استغناء العالم عن عديد من الإجراءات التقليدية.

وشدد على أن العالم يعمل على التغلب على الوباء، فيما تعمل دول على حماية مواطنيها عبر تدابير شخصية، وأخرى على المستوى الوطني كإغلاق الحدود والحد من التنقل والسفر، وآخرها تعليق المشاركة في الأنشطة الدولية.

وتابع جوشقن: وفي هذا الإطار، طلبت تركيا من وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، إلغاء زيارته التي كانت مقررة الى أنقرة مؤخرا وإجراء المحادثات مع نظيره التركي فخر الدين قوجة عبر شبكة الإنترنت.

وأشار إلى أن الوباء فتح في هذا الإطار عصر الدبلوماسية الافتراضية، وعزز دور الإنترنت ومنصاته في خدمة التواصل الدبلوماسي بين الدول.

وختم جوشقن بأمله في انتهاء الوباء بأسرع ما يمكن والعودة إلى التقاليد والأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.