الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, لبنان

رغم التصعيد الإسرائيلي.. لبنانيون يتشبثون بأرضهم في الجنوب (تقرير)

أهالي البلدة الجنوبية يتمسكون بأرضهم رغم الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطقهم

Wassim Samih Seifeddine  | 07.11.2025 - محدث : 07.11.2025
رغم التصعيد الإسرائيلي.. لبنانيون يتشبثون بأرضهم في الجنوب (تقرير)

Lebanon

وسيم سيف الدين / الأناضول

ـ أهالي البلدة الجنوبية يتمسكون بأرضهم رغم الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطقهم
ـ رئيس بلدية الطيبة جواد أشمر: الناس ثابتون ومتجذرون في أرضهم، ولن يغادروا مهما اشتد القصف الإسرائيلي
ـ المواطن محمد علي: هم يحلمون (إسرائيل) أن نتخلى عن سلاحنا أو نرحل عن أرضنا. لا خوف لدينا، وسنبقى ندافع عن شرفنا وكرامتنا وعزتنا
ـ المواطن أبو سعيد: نحن بحاجة إلى العقل والحوار لحماية أنفسنا وبلدنا، فالسلام والتفاوض هما الطريق الوحيد، ولا طريق آخر

يتمسك أهالي بلدة الطيبة في جنوب لبنان بأرضهم رغم الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطقهم مساء الخميس، في وقت يعيشون فيه حالة من القلق والخوف من تصعيد جديد.

ورغم دوي الانفجارات وحالة الذعر التي خيّمت على البلدة و5 أخرى في الجنوب، يؤكد اللبنانيون تمسكهم بالبقاء، معتبرين أن الصمود هو الرد الوحيد على محاولات إسرائيل بث الرعب.

ومساء الخميس، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على 5 بلدات جنوبي لبنان عقب بلاغات لسكانها بالإخلاء، في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، فيما شن قصفا على بلدة سادسة دون إنذار.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن مقاتلات إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة طير دبا بقضاء صور، وآخر في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون، وثالثا ببلدة عيتا الجبل بقضاء بنت جبيل، ورابعا ببلدة كفر دونين بالقضاء ذاته، وخامسا ببلدة زوطر الشرقية بقضاء النبطية، وهي البلدات الخمس التي أنذر الجيش سكانها بالإخلاء.

** لن نغادر أرضنا

وأكد المواطن اللبناني محمد علي (75 عاما)، تمسكهم بأرضهم رغم القصف الإسرائيلي، واصفا جنوب البلاد بـ"أرض الشرف والكرامة والعز".

وأضاف للأناضول أن "اللبنانيين يتمسكون بسلاح المقاومة لأنه رمز العزة والكرامة"، مشيرا إلى أنه "بوجود الجيش الوطني اللبناني والمقاومة وحركة أمل، سنواصل الصمود".

وتابع: "هم يحلمون (إسرائيل) أن نتخلى عن سلاحنا أو نرحل عن أرضنا. لا خوف لدينا، وسنبقى ندافع عن شرفنا وكرامتنا وعزتنا".

وتحت ضغوط إسرائيلية أمريكية أقرت الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس/ آب الماضي حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل "حزب الله".

ورحبت الحكومة بخطة وضعها الجيش اللبناني لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإرضاء الحزب وقاعدته.

وشدد محمد علي على أن "الاجتماعات والكلام لا تصنع مجدا للبنان، فالمقاومة هي التي تحمي البلاد وتصون كرامتها".

وصعّدت إسرائيل منذ أسابيع هجماتها على لبنان، واغتالت أشخاصا تدعي أنهم عناصر من "حزب الله"، وشنت غارات شرق وجنوب البلاد.

يأتي هذا التصعيد في إطار سلسلة من الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل و"حزب الله" في نوفمبر 2024.

إذ سجّلت السلطات اللبنانية أكثر من 4500 خرق منذ ذلك الحين، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين المدنيين والعسكريين.

وقبل أيام، اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، الولايات المتحدة بالسعي إلى توسعة العدوان الإسرائيلي على لبنان، معتبرا إياها "وسيطا غير نزيه".

** صمود رغم الخوف

من جانبه، قال رئيس بلدية الطيبة جواد أشمر إن الأهالي "صامدون رغم الخوف الطبيعي لدى العائلات التي لديها أطفال".

وأكد في مقابلة مع الأناضول أن "التجارب السابقة مع الكيان الإسرائيلي جعلت الناس أكثر تماسكا وصلابة".

وأوضح أن "العدو (الإسرائيلي) اعتاد استهداف المدنيين وبيوتهم لخلق حالة من الرعب، لكن ما شهدناه بعد الغارة أن كل أبناء البلدة، كبارا وصغارا، توافدوا لمواساة العائلة التي تضرر منزلها، وعرض كثيرون استضافتهم تلك الليلة".

وشدد رئيس بلدية الطيبة على أن "هذا الموقف يعكس صمودا متجذرا في أهل الجنوب" اللبناني.

وأوضح أن لدى البلدية "خطة طوارئ جاهزة" منذ حرب عام 2006 تشمل إخلاء الأطفال والنساء وكبار السن في حال تصعيد الوضع.

وأكد أشمر أن "الناس ثابتون ومتجذرون في أرضهم، ولن يغادروا مهما اشتد القصف الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "الكيان الإسرائيلي هو كيان معتدٍ دائما يسعى للحرب والقتل والتدمير"، لكنه أعرب عن أمله ألا تتطور الأوضاع أكثر.

وأضاف أن "البلدية والمجتمع المدني في جاهزية دائمة للتعامل مع أي طارئ وتقليل الأضرار".

وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حذر الرئيس اللبناني جوزاف عون من نقل تل أبيب نار غزة إلى لبنان، وذلك ردا على تنفيذ إسرائيل غارات مكثفة على جنوب البلاد، آنذاك.

وفي 30 أكتوبر الماضي أيضا، أمر عون للمرة الأولى الجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي المحررة جنوبي البلاد. لكنه قال في اليوم التالي إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة أراضيها.

** قلق وخوف

في المقابل، يعبّر بعض اللبنانيين عن قلق متزايد من التصعيد الإسرائيلي المستمر.

وقال المواطن أبو سعيد (لم يذكر اسمه كاملا، 65 عاما) من بلدة الطيبة، إن "الناس تعيش حالة من القلق والخوف، وإن جزءا كبيرا من الأهالي غادروا البلدة بعد الإنذار الإسرائيلي ولم يعودوا".

وأضاف للأناضول: "المشكلة تكمن في غياب موقف واضح من القوى المتحكمة بالمشهد، لاتخاذ خطوات جدية لحماية لبنان وأهله من التهجير والخطر المحدق".

ورأى أن "الناس مهددون بالتهجير، ولا يعرفون إلى أين يذهبون. لم يعد لهذه البيئة أصدقاء في العالم، فهي تستعدي الجميع"، وفق تعبيره.

وشدد أبو سعيد على "أننا بحاجة إلى العقل والحوار لحماية أنفسنا وبلدنا، فالسلام والتفاوض هما الطريق الوحيد، ولا طريق آخر".

وتتحدى إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع "حزب الله" في نوفمبر 2024، عبر استمرار احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب ومناطق أخرى منذ عقود، وهو ما يعرقل انتشار الجيش اللبناني بالكامل في الجنوب.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın